Apr 19, 2007


سؤال وجواب: أزمة دارفور السودانية


تقول الأمم المتحدة إن أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم تظهر جلية في منطقة دارفور غرب السودان.
وكان نحو مليون شخص قد فروا من منازلهم وقتل نحو 50 ألف آخرين. وتتهم المليشيات العربية الموالية للحكومة بارتكاب عمليات تطهير عرقي تصل إلى درجة الابادة الجماعية ضد سكان المنطقة من الأفارقة السود.

كيف بدأت الأزمة؟
بدأت الأزمة في المنطقة القاحلة والفقيرة في وقت مبكر من عام 2003 بعد شروع مجموعة من المتمردين في شن هجمات على أهداف حكومية بذريعة أن الخرطوم تهمل المنطقة.
ويقول المتمردون إن الحكومة تمارس سياسة القمع مع الأفارقة السود لصالح العرب.
وتاريخيا تعاني دارفور منذ أمد بعيد من اضطرابات حول حقوق الأرض والمراعي الخضراء بين العرب البادية في الأغلب والمزراعين من جماعات فور وماساليت وزاجاوا العرقية الافريقية.
ويوجد جماعتان من المتمردين هما الجيش الشعبي لتحرير السودان وحركة العدل والمساواة التي ترتبط بحسن الترابي الذي يعد أكبر سياسي سوادني معارض

ما هي الجهود التي تبذلها الحكومة لحل الأزمة؟
اعترفت الحكومة من جانبها بحشد "مليشيات للدفاع الذاتي" في أعقاب هجمات شنها المتمردون لكنها نفت وجود أي صلات لها بمليشيات الجانجاويد المتهمين بمحاولة "تطهير" مناطق كبيرة من الأفارقة السود.
ويقول اللاجئون من دارفور إن مليشيات الجانجاويد قاموا من على ظهور الخيل والجمال بذبح الرجال واغتصاب النساء وسرقة ما يجدونه أمامهم وذلك في أعقاب الغارات الجوية التي شنتها الحكومة.
وذكرت كثير من النساء أنهن تعرضن للخطف من قبل الجانجاويد وأخذن كعبيد لأكثر من أسبوع قبل أن يطلق سراحهم.
وتقول جماعات حقوق الانسان والكونجرس الأمريكي إن الجانجاويد يقومون بعمليات إبادة جماعية.
وفي حالة إقرار الأمم المتحدة بوقوع عمليات إبادة جماعية فإنها ملزمة بعمل شيء لوقفها.
وزار كل من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ووزير الخارجية الأمريكي كولن باول دارفور للاطلاع على الوضع بأنفسهم وللضغط على الحكومة.
وقالا إن هناك "كارثة إنسانية" في دارفور لكن ليس هناك دليل كاف لوصفها "ابادة الجماعية".
وتنفي الحكومة السودانية من جانبها أنها تقع تحت سيطرة الجناجاويد وأطلق الرئيس عمر البشير عليهم وصف "لصوص وعصابات".
وبعد ضغوط دولية مكثفة والتهديد بفرض عقوبات وعدت الحكومة بنزع سلاح الجانجاويد. لكن ليس هناك دليل على قيامها بذلك حتى الآن

ماذا حدث للمدنيين؟
فر نحو مليون شخص من منازلهم وقتل نحو 50 ألف آخرين.
وتحولوا من قراهم المدمرة إلى معسكرات في مدن دارفور الرئيسية لكنهم في حاجة إلى الطعام والمياة والدواء.
وتقوم دوريات الجانجاويد بالتجول خارج المعسكرات وأهالي دارفور إن الرجال يتعرضوا للقتل بينما تتعرض النساء للاغتصاب إذا ما حاولوا البحث عن حطب للوقود أو مياة.
ويقول عمال الاغاثة إن عشرات الألوف عرضة لخطر المجاعة في المعسكرات. وقد أصبحت عمليات الاغاثة حاليا أكثر صعوبة بسبب بدء موسم الأمطار حيث تصبح معظم أجزاء دارفور صعبة الوصول.
وقد مات بالفعل عدد من الأطفال بسبب سوء التغذية.
وبحث أكثر من 100 ألف شخص عن الأمان في تشاد المجاورة لكن العديد منهم يعسكرون على طول امتداد 600 كيلو متر من الحدود ويظلون عرضة لهجمات من السودان.
وتخشى السودان من أن الصراع قد يتعدى لمنطقة الحدود وللمناطق الشرقية من السودان بنية عرقية شبيهة بدارفور

ما المساعدة التي تلقاها المدنيون؟
تعمل العديد من هيئات الاغاثة في دارفور لكنهم يقولون إنهم لا يحصلون على الدعم المادي الكافي من المجتمع الدولي.
ويقولون أيضا إن الحكومة أغلقت المناطق الموصلة إلى دارفور بطلب تأشيرات سفر واستخدام عراقيل بيروقراطية أخرى. وتقول السودان إن هذه العراقيل أزيلت حاليا.
هل يحاول أحد وقف القتال؟
وقعت الحكومة مع اثنين من الجماعات المتمردة هدنة في أبريل/نيسان لكنه لم تستمر.
ويحاول الاتحاد الإفريقي والمنظمات الدولية جعلهما يستأنفان المحادثات

ما الدور الذي يضطلع به المجتمع الدولي؟
طلب كولن باول من الحكومة السودانية قمع زعماء مليشيات الجانجاويد وحذرها من أنها إذا لم تقم بذلك فإن الأمر قد يتعدى إلى آخرين ممن يوفرون الدعم لهم.
لكن المحللين يقولون إنه ربما تكون هناك حاجة لارسال 15-20 ألف من القوات لتأمين دارفور ولا أحد يتحدث عن إرسال أي شيء مثل هذا العدد. وتعهد الاتحاد الافريقي من جانبه بارسال 300 جندي لحماية المراقبين العسكريين.
ومن ثم فإن المجتمع الدولي حتى هذه اللحظة يأمل أن يكون تهديد العقوبات كافيا لوقف موجة العنف.

No comments: