Feb 24, 2010


هل تشترين ملابسك الداخلية من عند رجل؟

الرباط – سهام إحولين

"إنها قلة حياء. أعجب للرجال الذين يبيعون الملابس الداخلية النسائية. ألا يستحيون؟"، تقول زينب، 27 سنة، مضيفة بنبرة فيها نوع من القرف: "أنا لا أشتري من هذا من النوع من المحلات الصغيرة، وأقتني ملابسي الداخلية من المحلات الكبرى رغم غلاء ثمنها لأنها تملك بائعات نساء أستطيع معهن أن أتحدث معهن بكل حرية".

بيع الملابس الداخلية من طرف الرجال منتشر جدا في الأحياء الشعبية في المغرب، في أحد هذه الأسواق، يعمل جلال،32 سنة، كبائع لهذا النوع من الملابس الأنثوية منذ سنوات، حيث ورث المحل الصغير من عند والده. "لا أرى أي مانع من أن يبيع الرجل الملابس الداخلية للنساء. لدي زبونات مخلصات منذ سنوات ولم أتلقى أي شكوى من أي منهن. أتعامل معهن باحترام وهن كذلك. إنه بيع وشراء"، يقول جلال وهو يرسم ابتسامة كبيرة على ثغره ويهذب بإحدى يديه لحيته. إحدى زبونات جلال القدامى، غيثة،42 سنة، ربة بيت، لا ترى في بيع الرجل للملابس مشكلة، تقول: "البضاعة جيدة، الأثمنة مناسبة، وتعامل جلال مع الزبونات ليس فيه ابتذال أو خروج عن حدود الإحترام. من لا يردن شراء الصدريات والتبانات من عند الرجال إما 'إخوانيات' أو 'مفششات'".

الملابس الداخلية للنساء وما إذا كان يصح للرجال هي موضوع جدل بدأ من المملكة العربية السعودية بحملة مقاطعة وانتهى في مصر بفتوى، حيث طالب الداعية الإسلامي يوسف البدري عضو المجلس الأعلى لوزارة الأوقاف المصرية بمنع الكثير من المحلات الشعبية التي تتركز في أسواق شعبية ببيع هذه النوعية من الملابس. واعتبر الشيخ البدري أن الرجال الذين يبيعون تلك الملابس ''مرتكبي معصية''، وأن عملية البيع في هذه الحالة ''تشوبها المخالفة الشرعية''. وقال البدري لا ينبغي أن يبيع الملابس الداخلية للنساء إلا النساء، مطالبا بإغلاق مثل هذه الأسواق الشعبية التي تباع عن طريقها هذه الملابس من جانب الرجال، وأكد أنه: "في مثل هذه الأسواق العشوائية يقف الرجال على الرصيف، مفترشين هذه الملابس ويبيعونها للنساء دون خجل، وكذا يشتري منهم النساء دون حياء، وذلك لرخص أسعارها".

أما في المملكة العربية السعودية حيث بدأ هذا الجدل، فقد قادت عدد من النساء حملة "الملابس النسائية الداخلية للنساء فقط" التي أطلقها أيضا في مصر الداعية البدري وحث على تعميمها في بقية الدول. آلاف من السعوديات أطلقن حملة واسعة تستهدف المطالبة بإبعاد العناصر الرجالية عن العمل بمحلات الألبسة النسائية الداخلية، وتأنيثها من خلال قصر العمل فيها على العنصر النسائي المحلي أو الأجنبي.

وتجاوبت الصحافة السعودية مع الحملة وقالت جريدة الوطن: "من عجائب خصوصيتنا السعودية المجيدة أنه مقبول أن يسأل بائع "أجنبي" امرأة عن أخص خصوصياتها ويحشر أنفه في مقاييس جسدها"، مضيفة إن: "تأنيث المحلات النسائية واجب أخلاقي؛ ولحسن الحظ فإن التأنيث موجود في اللغة.. ويكفي النساء فخرا بنون النسوة".

واستنكرت الجريدة معارضة البعض للحملة المطالبة بتفعيل قرار لمجلس الوزراء السعودي ينص على وجوب عمل النساء بهذه المحلات وكذا قرارات وزارة العمل الصادرة بعام 2006 والداعية إلى تأنيث محلات الألبسة النسائية الداخلية بعد إحجام الكثيرين من أصحاب المحلات النسائية عن تطبيقه بسبب تفضيلها للعمالة الآسيوية غير المكلفة ماديا.

"قبل أن أتزوج كنت أشتري ملابسي الداخلية من القيسارية قربنا، فأسرتنا فقيرة ولم أكن أستطيع ماديا أن أشتري هذه الملابس من المحلات الراقية حيث البائعات نساء. كنت مجبرة على أن أضع حيائي جانبا وأجيب على أسئلة البائع حول مقاسي وكل الأسئلة الشخصية الحميمية الأخرى"، تقول خديجة، 35 سنة، ربة بيت، مضيفة: "لكن بعد أن تزوجت قبل أربع أو خمس سنوات، لم أعد أقتني هذا النوع من الملابس من القيسارية بل من المحلات النسوية مائة بالمائة، ففي إحدى المرات ذهبت برفقة زوجي إلى البائع الذي اعتدت التردد عليه، لهذا الغرض، لكن عراكا قويا كاد أن يشتعل بين زوجي والبائع بعدما قال لي البائع أن اللون الأحمر سيناسبني أكثر من الأصفر الذي كنت على وشك شراءه". تضحك خديجة مطولا قبل أن تكمل القصة: "ومنذ ذلك اليوم، أصبح زوجي لا يبخل علي بالمال كلما أخبرته برغبتي في اقتناء ملابس داخلية جديدة شريطة أن أشتريها من عند نساء


غرف الدردشة عبر الأنترنت مكنته من السفر إلى كندا

قصة مغربي يسجن مدى الحياة في مونتريال لعلاقته بالقاعدة

اعتقل قبل ثلاث سنوات في الكيبيك بكندا واتهم بالتعاون مع تنظيم القاعدة من أجل القيام باعتداءات في النمسا، وحكم عليه هذا الأسبوع محكمة فيدرالية بالسجن مدى الحياة في مونتريال مع اعتباره غير مؤهلا للاستفادة من إطلاق سراح مشروط قبل مرور عشر سنوات على الأقل. إنه المغربي سعيد ناموح، 37 سنة، الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام الكندية لقب "رجل الكيبيك الخطير" واعتبرته النيابة العامة إرهابيا متورطا في تدبير هجمات على أهداف داخل وخارج كندا، من بينها أهداف بألمانيا والنمسا، وأماكن أقيمت فيها نهائيات كأس الأمم الأوروبية لسنة 2008، ومقرات تابعة لمنظمة الأوبك في النمسا.

حكم المؤبد يعتبر أقصى عقوبة في القانون الكندي، وهذه المرة الثانية فقط في تاريخ البلاد، وكانت المرة الأولى في قضية مشابهة حيث كان المؤبد من نصيب قائد جماعة (18 تورنتو)، زكريا عمارة، 24 سنة، في يناير من السنة الماضية بتهمة قيادة مجموعة خططت لتفجير مصالح وهيئات داخل الدولة للضغط على كندا لسحب قواتها من أفغانستان.

وقد أعلنت السلطات الكندية أنها سترحل ناموح إلى بلده المغرب في حالة الإفراج عنه قبل انتهاء المدة وفق شروط يحددها القانون الكندي.

في شتنبر 2007، ألقى الدرك الملكي الكندي "جي إر سي" القبض على سعيد ووجه له تهمة التحضير لتفجير سيارة مفخخة بمساعدة شركاء، وعلاقته بمجموعة نمساوية ذات صلة بالقاعدة. وحسب الادعاء، فإن ناموح شارك في صنع وتوضيب الشرائط التي وجدت في حاسوبه الشخصي، وخصوصا إضافة ترجمة باللغة الانجليزية إليها قبل بثها على شبكة الانترنت. ويظهر على أحد مقاطع الفيديو التي تدعو إلى الجهاد في العراق، محمد محمود، الذي يقول الادعاء إنه شريك ناموح في الإعداد لعمليات التفجير. وقد اعتبر دفاع ناموح أن الأمر يتعلق بحرية التعبير، وأن المتهم لم يقم سوى باستعمال أدوات متوفرة للجميع على الشبكة العنكبوتية.

وجاء في أوراق الدعوى أن ناموح كان يشارك في المنتديات الجهادية على شبكة الانترنيت، تحت اسم مستعار هو "أشرف"، وكانت مشاركاته لافتة يوزع فيها عناوين مواقع جهادية ومقاطع فيديو للظواهري وبن لادن. وقالت بعض المصادر الكندية إن ناموح كان من المقربين للجبهة الإعلامية للإسلام العالمي التي تتكفل بنشر أفكار وخطابات القاعدة.

ويحكي ابن عم سعيد، محمد ناموح، أن سعيد ترعرع بمدينة القنيطرة وحاول عدة مرات الهجرة إلى كندا إلا أن السفارة الكندية ترفض دائما طلب التأشيرة. إلى أن التقى بالكندية "كارول ليسارد"، 18 سنة، عبر غرف الدردشة في الانترنت، والتي سافرت، بعد شهور من التعارف الإلكتروني، لرؤيته في المغرب فتزوجها سنة 2002 وسافر برفقتها إلى ليستقرا هناك. عاش الزوجان بسعادة إلى أن طلبت كارول الطلاق سنة 2006 بسبب خيانة زوجها.

بعد الطلاق، ذهب سعيد للعيش في منطقة "تروا ريفيار" حيث قضى هناك مدة معينة وعندما لم يتمكن من سداد ثمن كراء البيت تركه وعاد للعيش مرة أخرى عند طليقته حيث ألقى عليه الدرك الملكي القبض.

ليسارد أن تعتبر أن زوجها السابق لا يمكن أن تكون له علاقة بأي تهديدات إرهابية وصرحت لراديو كندا أن سعيد لم يكن قط عنيفا أو عدوانيا، حتى جيران هذا الأخير عبروا عن دهشتهم أمام أسباب اعتقاله.

وفي لقاء مع فرانس بريس قال محمد ناموح إنه لا يصدق أن يكون ابن العائلة متورط في عمل إرهابي، "لقد كان مهذبا جدا ودائم الابتسام". وقال الشاب البالغ من العمر 30 سنة، إن آخر مرة رأى فيها سعيد كانت قبل 5 سنوات أي قبل هجرته إلى كندا.

وقالت إحدى صديقات سعيد إنه كان كثير الصلاة ويستعمل الانترنيت باستمرار وربما التقى محمد محمود على الشبكة حيث كان يقوم بتجنيد الأتباع، حسبما مجلة "دير شبيغل" الألمانية.

وقال أحد مشغليه القدامى إنه كان مواظبا على الصلاة ويصوم رمضان ودائم البحث عن عمل أفضل لأنه كان يريد إرسال إعانات لجمعيات تهتم بالمعاقين كما كان يدعي.