Dec 31, 2007


إعادة لنشر آخر ما خطت يدي المدون السعودي فؤاد الفرحان قبل اعتقاله

اليوم تجاوزت الثلاثين من العمر بسنتين..
كم بقي من الوقت؟..
متى؟..
سألت نفسي..أ
لقيت نظرة سريعة على حياتي الماضية، فوجدت أن كل المؤشرات تقول بأنني متجه لكي أكون “مواطن سعودي صالح”...
...“مواطن صالح” في الطريق لتحقيق طموحه..
منزل جميل، سيارة فارهة، عائلة مستقرة، أصدقاء للترفيه عنه، وحساب بنكي يقيه عواقب الدنيا..
“مواطن صالح” ليس همه إلا نفسه..
لا يهمه مصير المسجونين بلا محاكمات
..ولا بكاء الجياع من الأيتام
..ولا ظلم النساء..
ولا قلق الشباب
..ولا عبرة الفقراء.
.ولا خوف الناصحين..
ولا صرخة المظلومين..
ولا قهر المنهوبين
..ولا خنقة المكلومين..
ولا رعب الآمنين..
...
...“مواطن صالح”..
لا يهمه جاره…
ولا جار جاره.
.لا يهمه كذب الوزراء.
.ولا نفاق المسؤولين..
ولا تزوير الإعلام..
ولا سحت البنوك..
....“مواطن سعودي صالح” لا يهمونه كل أولئك .
...أو..يهمونه.. ولكنه يخاف
..يخاف أن يعبر عن رأيه..
لأنه يرى بأم عينيه بأن من يعبر عن رأيه يزج به خلف القضبان..
أو ربما يخاف أن يعبر عن رأيه لأنه يرى بأن رأيه لا يقدم ولا يؤخر..
أو ربما يخاف أن يعبر عن رأيه لأن الكلام في الشأن العام ليس من الإسلام كما يقول علماء السلطان...
...اليوم وقد قضيت من السنين 32 عاماً قررت أن لا أكون “مواطن صالح”...
...قررت أن أعبر عن رأيي بكامل إرادتي وذلك لعدة أسباب.
.أولها..
لأن خالقي خلقني حراً ووهبني حرية التعبير عن رأيي..
و ثانيها..
لأن الحرية والعدل والمساواة والكرامة والشورى هي من صميم رسالة ديني.
.وثالثها..
لأن هذا وطني وموطني.
.ورابعها..
لأنني أهتم بكل أولئك..
وخامسها..
لأن التعبير عن رأيي يريحني نوعاً ما عندما أضع رأسي على الوسادة وأتذكر كل أولئك.
.وسادسها.
. لأجل مستقبل رغد وخطاب وكل أطفالنا...
...قررت أن لا أكون “مواطن صالح” وأن أقف مع المسجون واليتيم والفقير والشاب والمرأة والشيخ والناصح والمظلوم والمكلوم والمرعوب..
....لن أنتظر حتى أبني منزلي
..ولا حتى أن يتضخم رصيدي البنكي..
....“عودة عباس” لا تخيفني...
...لأجل رغد وخطاب ومستقبلهما سأعبر عن رأيي ولن أكون “مواطن سعودي صالح”...
...كل عام وأنا بخير.












اختطاف المدون فؤاد الفرحان


في السعودية اختطفت قوات الشرطة عميد المدونين السعوديين فؤاد أحمد الفرحان في 11 ديسمبر الماضي من مقر عمله بجده والسبب الذي لم تبده حتي الأن السلطات السعودية كتبه فرحان قبل اعتقاله بأيام بأنه علم بوجود مرسوم من وزارة الداخلية باعتقاله نظرا لنشاطه على الإنترنت للمطالبة بحرية السجناء السياسيين في السعودية. وكتب فرحان أن الشرطة السعودية تعتقد أنه ينظم حملات دعائية للترويج لقضية هؤلاء المعتقلين وهي ( الإصلاح أو التغيير ) بينما لم يزد نشاط الفرحان عن كتابة عدد من المقالات ووضع لها بعض البانرات للمطالبة بحريتهم بينما لم يكن يدري أن مصيره هو أيضا أن تعلق له البانرات للمطالبة بالإفراج عنه وهو شاب لم يزد عمره 32 عام ولده طفلين في عمر الزهور هما رغد وخطاب , الصديق والمدون التونسي سامي غربية كتب محللا اعتقال الفرحان بأنه رجل الأعمال، أنشأ مدونة قوامها الكلمة الجريئة و الشريفة، دشنها بنص من أجمل ما كتب أعلن فيه رفضه بأن يكون “مواطنا سعوديا صالحا” ، صامتا، راضيا بمنزله الجميل، بسيارته الفارهة، بعائلته المستقرة، بأصدقائه في الترفيه، و بحسابه البنكي الذي يقيه عواقب الدنيا..