Apr 21, 2007


مسيحيو المغرب: بين صمت الدولة ونبذ المجتمع


وجودهم محاط بسياج كثيف من الصمت، فهم يعتنقون المسيحية في بلد تؤكد كل أرقامه وخطاباته الرسمية أن دينه الرسمي هو الإسلام، ويعترف فقط بوجود الأقلية اليهودية التي استوطن بعضها المغرب قرونا قبل دخول الإسلام إليه والبعض الآخر لجأ إلى المغرب بعد سقوط غرناطة.
بالرغم من أن الحرية الدينية يكفلها الدستور و ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 18، الذي صادق عليه المغرب إلا أن المسيحيون المغاربة يعتبرون في نظر المجتمع "مرتدون عن الإسلام" ويجوز في حقهم حد الردة كما أن المادة 220 من قانون العقوبات تعاقب بالحبس من ستة اشهر الى ثلاث سنوات كل من يستخدم وسائل اغراء لزعزعة ايمان مسلم او تحويله الى دين اخر.
يواظب هؤلاء المسيحيون المغاربة أسماء مسلمة مثل محمد أو عبد الله كل يوم أحد على حضور القداس الديني بالكنيسة رغم مضايقات البعض ورجال الشرطة. ويقول عبد الحليم منسق الكنيسة الانجيلية المغربية في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "عددنا نحو الف ونتبع نحو 50 كنيسة مستقلة في المدن الكبرى للمملكة".
ويتابع عبد الحليم ،57 سنة، الذي اعتنق المسيحية منذ 16 عاما اثناء اقامته في الخارج وعمله كطبيب بالقول: "بما أنه مسموح لنا بممارسة شعائرنا دون الاعتراف بنا فاننا وايضا لاسباب امنية نتحرك كمنظمة سرية. وبمجرد ان يزيد عدد اتباع كنيسة عن العشرين تنقسم الى قسمين (...) في بداية التسعينات كان عددنا 400 ومنذ 4 سنوات كان العدد نحو 700 والان تجاوز عددنا الالف".
هناك من يزعم ان الطبقات الإجتماعية التي ينتمي إليها هؤلاء المغاربة المعتنقون للمسيحية تختلف فمنهم العاملون في القطاع الخاص والمهندسون ومنهم الفنانون وربات البيوت والطلبة والشبان العاطلون عن العمل بينما يزعم البعض الآخر أن معظم هؤلاء المسيحيون ينتمون للطبقات الفقيرة ومعظمهم من الأميين أو من العاطلين عن العمل الذين أجبرتهم الحاجة على اعتناق المسيحية للحصول على الدعم المادي من المبشرين والحركات التبشيرية الأجنبية.
توجد في المغرب حوالي 19 كنيسة. سبع كنائس في مراكش وستة في الدار البيضاء وخمسة في الرباط العاصمة وواحدة في العيون كبرى مدن الصحراء الغربية. وقال يوسف (30 سنة) الذي اعتنق المسيحية منذ 19 عاما واتبعته اسرته كلها لوكالة الأنباء الفرنسية ان "التلفزيون والانترنت وسيلتان فاعلتان جدا وفي كنيستي اعتنق رجل عسكري المسيحية بفضل شبكة الحياة".
وحسب سعيد فإن 60% منهم تحولوا الى المسيحية نتيجة اتصالات شخصية و30% من خلال التلفزيون والانترنت و10% عن طريق المبشرين. والقنوات المسيحية الثلاث الملتقط بثها في المغرب والتي تبث شهادات باللهجة المحلية وموسيقى دينية ومواعظ هي: الحياة والمعجزة وسات7.
رفض ونبذ المجتمع لهم والصمت والتعتيم الذي يحولهم إلى مجرد أشباح ولد داخل هذه الأقلية الدينية المسيحية تيارا متشددا رافضا لكل ما هو مسلم حيث بدأ بعضهم يطالب علنا بطرد العربية والإسلام من المغرب باعتبار أن سكانه ليسوا إلا بربرا عاشوا تحت "الاحتلال العربي الإسلامي" قرونا.

No comments: