Apr 29, 2007


متى يمكن للمواطن العربي فتح فمه؟ الجواب مع هذا الكاريكاتير




قصة طفل مصاب بداء فقدان المناعة المكتسب
علمت أنني مصاب بالسيدا من الجمعية (الجمعية المغربية لمحاربة السيدا في مدينته) و لقد اخبروني ان هذا المرض لا ينتقل للآخرين إن تكلمت معهم بل ينتقل فقط عبر الدم. أوصوني في الجمعية أن لا أخبر أحدا بطبيعة مرضي وأن اقول لمن يسألني في المدرسة أنني مريض بالقلب" يقول يوسف(اسم مستعار) (12 سنة).
يوسف حامل لفيروس السيدا منذ ولادته أو، ربما الأصح، منذ أن كان ما يزال جنينا في بطن أمه والتي توفيت ووالده في حادثة سير. "ذات يوم، قبل اثني عشر سنة، أتى إبني برضيع صغير إلى المنزل و أخبرني أن أبواه توفيا في حادثة سير و طلب مني الاعتناء به كابن لي فوافقت" تقول الحاجة خديجة (اسم مستعار) و هي تمسح بيدها بحنان على شعره الأشقر.
رغم حالتها المادية البسيطة جدا اعتنت الحاجة خديجة بيوسف بمساعدة ابنتها الصغرى التي توفيت قبل خمس سنوات، على إثر إصابتها بداء السل. و ما زالت دموع يوسف تنهمر كلما تذكرها فقد كان متعلقا بها بقوة كأم له." كان يوسف يمرض دائما ويصاب بالحمى. لم يكن ينمو بطريقة طبيعية كالأطفال الآخرين. كان جسمه نحيلا جدا" تضيف الحاجة خديجة. في يوم من الأيام مرض يوسف جدا فذهبت به الحاجة إلى المستوصف حيث لبث خمسة عشر يوما. عندما بدأ يوسف يتماثل للشفاء أخبرها طبيب المستوصف أن عليها أخده إلى مستشفى الأطفال بالرباط حتى يعرف السبب الكامن وراء حالته الصحية السيئة. بعد الفحوصات و التحاليل تبين أن يوسف الصغير حامل لفيروس السيدا. هذا الفيروس هو الذي أضعف جهاز مناعته حتى أصبح جسمه غير قادر على الدفاع عن نفسه و عرضة للأمراض الانتهازية.
كانت هذه هي بداية رحلة معاناة يوسف مع السيدا. أول اختبار صعب مر به مع الحاجة خديجة هو طلب ابنها منها التخلي عنه بعد علمه بمرضه. تقول وهي تحاول أن تغالب دموعها المنهمرة على خديها:"يوسف فلذة كبدي. لا أستطيع التخلي عنه مهما حدث". تحرص الحاجة خديجة على أن يتناول يوسف أدويته العديدة في مواعدها المحددة كل يوم و تقدم له عناية خاصة وتأتي به إلى المستشفى بالرباط في المواعيد المحددة ليجري الفحوصات اللازمة وليتم إعطاءه أدوية العلاج الثلاثي الخاصة بالسيدا. شيئا فشيئا بدأت حالة يوسف الصحية تتحسن و بدأ طوله ووزنه يزداد. كل شيء كان على ما يرام إلى أن استطاع زوج الحاجة خديجة الاتصال بأسرة يوسف من أمه المتوفاة. عندما أتوا لرأيته بالمستشفى طلبوا من الحاجة خديجة أخذه معهم إلى منزلهم لبضعة أيام فوافقت. بعد ذلك طلبوا ان يبقى معهم لمدة أطول. ما حدث بعد ذلك، وفي موعد زيارته الدوري، أتى يوسف بمفرده إلى المستشفى في حالة صحية سيئة. لم يعتني أهله به و لم يعطوه أدويته في مواعيدها المحددة و لم يتكلف أحدهم عناء مرافقته إلى المستشفى لإجراء الفحوصات. كل هذا أدى بالبروفيسور بنشقرون التي تشرف على علاج يوسف إلى الاتصال بالحاجة خديجة لتطلب منها المجيء و الاعتناء بيوسف مرة أخرى لأنها الأجدر بذلك." لقد فرحت جدا عندما اتصلت بي الدكتورة لتطلب مني الإعتناء به.كأنها ردت روحي إلي مرة أخرى" تعلق الحاجة.
قبل بضعة أشهر توفي زوج الحاجة خديجة الذي كان معيلهم الوحيد بعد أن توقف ابنها عن مساعدتهم ماديا و مساندتهم معنويا. لكن الحاجة خديجة لم تفقد الأمل:" الحمد لله على كل حال. من توكل على الله لا يخيب أبدا و يجد له مخرجا من كل ضائقة و يسخر له من يساعده."
ما زال يوسف يدرس في المستوى الرابع ابتدائي. رسب عامين متتالين في المدرسة لأنه لم يعد يحفظ دروسه ويحل التمارين المنزلية كالسابق. ربما يعود نفوره من الدراسة للصدمة النفسية التي تلقاها بعد معرفته بطبيعة مرضه. ما لم يتأثر بالمرض هو حبه للعب كباقي الأطفال في سنه لكن حتى مثل هذه الأشياء البسيطة في نظر الكثيرين تعتبر تحديا بالنسبة له. "أحب لعب كرة القدم مع أصدقائي لكنني أحس بالتعب بسرعة وأجد صعوبة في التنفس. أحس كذلك بألم شديد في صدري و كأن سكاكين عدة تخترقه.أضطر عندها للتوقف عن اللعب و العودة إلى المنزل" يتوقف عن الكلام ليسعل ثم يضيف " ذات يوم، عندما كنت ألعب مع أصدقائي وقعت أرضا و جرحت في ركبتي. أراد أصدقائي مساعدتي لكنني منعتهم من الإقتراب أو لمس الجرح و ذهبت مسرعا إلى المنزل لتضميده".
حاول يوسف مرة "الحريك" إلى أوروبا عبر الميناء مع بعض أصدقائه الذين أوهموه أنه سيشفى تماما من مرضه (يظنون أنه مريض بالقلب) إن تمت معالجته في المستشفيات الأوروبية. لحسن الحظ حالت دورية الشرطة بينه و بين محاولته العبور إلى الضفة الأخرى و أعادته إلى المنزل.
"أحلم بأن أصبح جنديا لأدافع عن الوطن او طبيبا مثل الدكتورة" يقول يوسف بعينين تبرقان أملا وهو يرسم ابتسامة على ثغره. أما السيدة خديجة فرجاءها الوحيد هو أن تستمر بالإعتناء بابنها يوسف دون خوف من أن يأخذه أهله منها مرة أخرى و ان يصبح يوسف في المستقبل رجلا قادرا على الاعتماد على نفسه و مواجهة الصعوبات التي ستواجهه (المتعلقة بالسيدا و نظرة المجتمع السلبية للمصابين بها) بقلب من
حديد.

Apr 21, 2007


مسيحيو المغرب: بين صمت الدولة ونبذ المجتمع


وجودهم محاط بسياج كثيف من الصمت، فهم يعتنقون المسيحية في بلد تؤكد كل أرقامه وخطاباته الرسمية أن دينه الرسمي هو الإسلام، ويعترف فقط بوجود الأقلية اليهودية التي استوطن بعضها المغرب قرونا قبل دخول الإسلام إليه والبعض الآخر لجأ إلى المغرب بعد سقوط غرناطة.
بالرغم من أن الحرية الدينية يكفلها الدستور و ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 18، الذي صادق عليه المغرب إلا أن المسيحيون المغاربة يعتبرون في نظر المجتمع "مرتدون عن الإسلام" ويجوز في حقهم حد الردة كما أن المادة 220 من قانون العقوبات تعاقب بالحبس من ستة اشهر الى ثلاث سنوات كل من يستخدم وسائل اغراء لزعزعة ايمان مسلم او تحويله الى دين اخر.
يواظب هؤلاء المسيحيون المغاربة أسماء مسلمة مثل محمد أو عبد الله كل يوم أحد على حضور القداس الديني بالكنيسة رغم مضايقات البعض ورجال الشرطة. ويقول عبد الحليم منسق الكنيسة الانجيلية المغربية في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "عددنا نحو الف ونتبع نحو 50 كنيسة مستقلة في المدن الكبرى للمملكة".
ويتابع عبد الحليم ،57 سنة، الذي اعتنق المسيحية منذ 16 عاما اثناء اقامته في الخارج وعمله كطبيب بالقول: "بما أنه مسموح لنا بممارسة شعائرنا دون الاعتراف بنا فاننا وايضا لاسباب امنية نتحرك كمنظمة سرية. وبمجرد ان يزيد عدد اتباع كنيسة عن العشرين تنقسم الى قسمين (...) في بداية التسعينات كان عددنا 400 ومنذ 4 سنوات كان العدد نحو 700 والان تجاوز عددنا الالف".
هناك من يزعم ان الطبقات الإجتماعية التي ينتمي إليها هؤلاء المغاربة المعتنقون للمسيحية تختلف فمنهم العاملون في القطاع الخاص والمهندسون ومنهم الفنانون وربات البيوت والطلبة والشبان العاطلون عن العمل بينما يزعم البعض الآخر أن معظم هؤلاء المسيحيون ينتمون للطبقات الفقيرة ومعظمهم من الأميين أو من العاطلين عن العمل الذين أجبرتهم الحاجة على اعتناق المسيحية للحصول على الدعم المادي من المبشرين والحركات التبشيرية الأجنبية.
توجد في المغرب حوالي 19 كنيسة. سبع كنائس في مراكش وستة في الدار البيضاء وخمسة في الرباط العاصمة وواحدة في العيون كبرى مدن الصحراء الغربية. وقال يوسف (30 سنة) الذي اعتنق المسيحية منذ 19 عاما واتبعته اسرته كلها لوكالة الأنباء الفرنسية ان "التلفزيون والانترنت وسيلتان فاعلتان جدا وفي كنيستي اعتنق رجل عسكري المسيحية بفضل شبكة الحياة".
وحسب سعيد فإن 60% منهم تحولوا الى المسيحية نتيجة اتصالات شخصية و30% من خلال التلفزيون والانترنت و10% عن طريق المبشرين. والقنوات المسيحية الثلاث الملتقط بثها في المغرب والتي تبث شهادات باللهجة المحلية وموسيقى دينية ومواعظ هي: الحياة والمعجزة وسات7.
رفض ونبذ المجتمع لهم والصمت والتعتيم الذي يحولهم إلى مجرد أشباح ولد داخل هذه الأقلية الدينية المسيحية تيارا متشددا رافضا لكل ما هو مسلم حيث بدأ بعضهم يطالب علنا بطرد العربية والإسلام من المغرب باعتبار أن سكانه ليسوا إلا بربرا عاشوا تحت "الاحتلال العربي الإسلامي" قرونا.

Apr 20, 2007

استمرار التصعيد الأمنى ضد المدونين والصحفيين حبس المدون والصحفى عبد النعم محمود على ذمة قضية وهمية
استمرار لسياسة النظام المصرى فى إحكام القبضة البوليسية على الدولة واستخدام القوانين الاستثنائية وتلفيق القضايا الوهمية لاعتقال التيارات السياسية المعارضة قامت قوات الأمن بالقبض على المدون والصحفى عبد المنعم محمود مراسل قناة " حوار الفضائية " وصحابة مدونة " أنا إخوان " . وتم عرضه على نيابة شبرا الخيمة على ذمة القضية المعروفة بأسم " قضية معهد التعاون " والتى تم تلفيقها لبعض طلاب معهد التعاون بشبرا الخيمة على زعم أنهم ينظمون عروضا عسكرية . وهى الاتهامات التى ثبت تلفيقها من خلال شهادة عيد المعهد الذى نفى أن يكون هناك أي عروض عسكرية تم تنظيمها فى المعهد . النيابة العامة وجهت للمدون عبد المنعم اتهامات بالانتماء لجماعة أسست على خلاف القانون وحيازة وتصنيع صور من شأنها تكدير الأمن العام وتنظيم اجتماعات مع طلاب معهد التعاون . وقررت حبسه احتياطيا على ذمة القضية لمدة خمسة عشر يوما . وكان من المعروف أن النشاط الصحفي والإعلامي للمدون عبد المنعم محمود وانتقاده الدائم لنظام الحكم فى مدونته هو السبب الأساسي لتلفيق هذه الإتهامات والزج به فى قضية وهمية . ولم تكن قضية المدون عبد المنعم محمود هى القضية الأولى فقد دأب النظام فى الفترة الأخيرة على التحرش بالمدونين والصحفيين وتلفيق القضايا الوهمية لهم . وبالرغم من وعود النظام وما تم من تعديلات على جرائم النشر والتى لا تجيز الحبس الاحتياطى فيها إلا ان النظام المصرى لا يعدم الوسيلة فى التحايل والمراوغة من أجل استمرار سياسته فى حبس الصحفين والمدونين فقد لجأ فى الآونة الأخيرة إلى استبدال جرائم النشر بجرائم اخرى مثل الإتهام بصناعة وحيازة صور وبث دعايات مثيرة مستهدفا من ذلك استمرار سياسته التصعيدية فى مواجهة الصحفيين والمدونين المعارضين . والمنظمات الموقعة على هذا البيان وهى تستنكر عملية القبض على المدون والصحفى عبد المنعم محمود وحبسه تؤكد على أن النظام المصرى يثبت يوما بعد يوم عدائة لكل صاحب كلمة أو رأى وأن النظام لن يتراجع عن سياسته البوليسية وأسلوب زوار الفجر فى مواجهة كل رأى معارض وكل عمل صحفى أو إعلامى لا يوافق هوى النظام . وهو ما يقطع بأن أى وعود لهذا النظام بالإصلاح أو احترام الرأى الآخر هى درب من دروب الوهم والخيال وأن هذا النظام صاحب التاريخ الأسود فى انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب وتلفيق القضايا والاتهامات لا علاقة له بالإصلاح و أنه نظام استبدادي لا يحمى إلا الفاسدين .وحبس المدون عبد المنعم محمود وتلفيق القضايا للطلاب والعمال واصطناع القضايا الوهمية والزج بكل صاحب رأى معارض فى السجن ما هو إلا بداية لتطبيق التعديلات الدستورية المشبوهه ودسترة الطوارىء وإلغاء رقابة القضاء على القبض والحبس والتفتيش . ونحن على يقين من أن القادم سيكون أسوء فى ظل هذه التعديلات المشبوهه وإصدار قانون الإرهاب الذى سيبيح للنظام البوليسى حبس كل معارض تحت مسمى محاربة الإرهاب وسعيا لحماية سيناريو التوريث الذى يعمل النظام من أجله .

Apr 19, 2007


سؤال وجواب: أزمة دارفور السودانية


تقول الأمم المتحدة إن أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم تظهر جلية في منطقة دارفور غرب السودان.
وكان نحو مليون شخص قد فروا من منازلهم وقتل نحو 50 ألف آخرين. وتتهم المليشيات العربية الموالية للحكومة بارتكاب عمليات تطهير عرقي تصل إلى درجة الابادة الجماعية ضد سكان المنطقة من الأفارقة السود.

كيف بدأت الأزمة؟
بدأت الأزمة في المنطقة القاحلة والفقيرة في وقت مبكر من عام 2003 بعد شروع مجموعة من المتمردين في شن هجمات على أهداف حكومية بذريعة أن الخرطوم تهمل المنطقة.
ويقول المتمردون إن الحكومة تمارس سياسة القمع مع الأفارقة السود لصالح العرب.
وتاريخيا تعاني دارفور منذ أمد بعيد من اضطرابات حول حقوق الأرض والمراعي الخضراء بين العرب البادية في الأغلب والمزراعين من جماعات فور وماساليت وزاجاوا العرقية الافريقية.
ويوجد جماعتان من المتمردين هما الجيش الشعبي لتحرير السودان وحركة العدل والمساواة التي ترتبط بحسن الترابي الذي يعد أكبر سياسي سوادني معارض

ما هي الجهود التي تبذلها الحكومة لحل الأزمة؟
اعترفت الحكومة من جانبها بحشد "مليشيات للدفاع الذاتي" في أعقاب هجمات شنها المتمردون لكنها نفت وجود أي صلات لها بمليشيات الجانجاويد المتهمين بمحاولة "تطهير" مناطق كبيرة من الأفارقة السود.
ويقول اللاجئون من دارفور إن مليشيات الجانجاويد قاموا من على ظهور الخيل والجمال بذبح الرجال واغتصاب النساء وسرقة ما يجدونه أمامهم وذلك في أعقاب الغارات الجوية التي شنتها الحكومة.
وذكرت كثير من النساء أنهن تعرضن للخطف من قبل الجانجاويد وأخذن كعبيد لأكثر من أسبوع قبل أن يطلق سراحهم.
وتقول جماعات حقوق الانسان والكونجرس الأمريكي إن الجانجاويد يقومون بعمليات إبادة جماعية.
وفي حالة إقرار الأمم المتحدة بوقوع عمليات إبادة جماعية فإنها ملزمة بعمل شيء لوقفها.
وزار كل من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ووزير الخارجية الأمريكي كولن باول دارفور للاطلاع على الوضع بأنفسهم وللضغط على الحكومة.
وقالا إن هناك "كارثة إنسانية" في دارفور لكن ليس هناك دليل كاف لوصفها "ابادة الجماعية".
وتنفي الحكومة السودانية من جانبها أنها تقع تحت سيطرة الجناجاويد وأطلق الرئيس عمر البشير عليهم وصف "لصوص وعصابات".
وبعد ضغوط دولية مكثفة والتهديد بفرض عقوبات وعدت الحكومة بنزع سلاح الجانجاويد. لكن ليس هناك دليل على قيامها بذلك حتى الآن

ماذا حدث للمدنيين؟
فر نحو مليون شخص من منازلهم وقتل نحو 50 ألف آخرين.
وتحولوا من قراهم المدمرة إلى معسكرات في مدن دارفور الرئيسية لكنهم في حاجة إلى الطعام والمياة والدواء.
وتقوم دوريات الجانجاويد بالتجول خارج المعسكرات وأهالي دارفور إن الرجال يتعرضوا للقتل بينما تتعرض النساء للاغتصاب إذا ما حاولوا البحث عن حطب للوقود أو مياة.
ويقول عمال الاغاثة إن عشرات الألوف عرضة لخطر المجاعة في المعسكرات. وقد أصبحت عمليات الاغاثة حاليا أكثر صعوبة بسبب بدء موسم الأمطار حيث تصبح معظم أجزاء دارفور صعبة الوصول.
وقد مات بالفعل عدد من الأطفال بسبب سوء التغذية.
وبحث أكثر من 100 ألف شخص عن الأمان في تشاد المجاورة لكن العديد منهم يعسكرون على طول امتداد 600 كيلو متر من الحدود ويظلون عرضة لهجمات من السودان.
وتخشى السودان من أن الصراع قد يتعدى لمنطقة الحدود وللمناطق الشرقية من السودان بنية عرقية شبيهة بدارفور

ما المساعدة التي تلقاها المدنيون؟
تعمل العديد من هيئات الاغاثة في دارفور لكنهم يقولون إنهم لا يحصلون على الدعم المادي الكافي من المجتمع الدولي.
ويقولون أيضا إن الحكومة أغلقت المناطق الموصلة إلى دارفور بطلب تأشيرات سفر واستخدام عراقيل بيروقراطية أخرى. وتقول السودان إن هذه العراقيل أزيلت حاليا.
هل يحاول أحد وقف القتال؟
وقعت الحكومة مع اثنين من الجماعات المتمردة هدنة في أبريل/نيسان لكنه لم تستمر.
ويحاول الاتحاد الإفريقي والمنظمات الدولية جعلهما يستأنفان المحادثات

ما الدور الذي يضطلع به المجتمع الدولي؟
طلب كولن باول من الحكومة السودانية قمع زعماء مليشيات الجانجاويد وحذرها من أنها إذا لم تقم بذلك فإن الأمر قد يتعدى إلى آخرين ممن يوفرون الدعم لهم.
لكن المحللين يقولون إنه ربما تكون هناك حاجة لارسال 15-20 ألف من القوات لتأمين دارفور ولا أحد يتحدث عن إرسال أي شيء مثل هذا العدد. وتعهد الاتحاد الافريقي من جانبه بارسال 300 جندي لحماية المراقبين العسكريين.
ومن ثم فإن المجتمع الدولي حتى هذه اللحظة يأمل أن يكون تهديد العقوبات كافيا لوقف موجة العنف.

جولة في المواقع الإلكترونية النسائية العربية على شبكة الأنترنت



عندما تكتب كلمة "امرأة" في محرك بحث على شبكة الأنترنت تجد نفسك أمام عدة اختيارات لعدد كبير من المواقع التي تعرف نفسها بكونها مواقع للنساء و تهتم بقضاياها. تتعدد أسماء هذه المواقع و كل منها يحاول اختيار اسم مميز يستطيع به إثرة انتباه أكبر عدد من الزائرات. من هذه الأسماء نذكر "للنساء فقط"، "واحة المرأة"، "لها"، "لك أنت" ...و غيرها. عند زيارة عدد منها تكتشف أن أبوابها تتشابه إلى حد كبير مع بعض الاستثناءات. هذه الأبواب تتوزع ما بين "الجمال و الماكياج" حيث تجد عدة نصائح تخص الشعر و الوصفات الطبيعية التي تغذيه و وصفات لإعداد ماسكات الوجه الطبيعية حسب نوعية البشرة و المشاكل الجلدية التي تعاني منها و بعض النصائح حول كيفية وضع الميكياج و اختيار الألوان التي تنسجم مع لون البشرة، "الطبخ" حيث تجد عددا كبيرا من الوصفات عن كيفية تحضير الأطباق من مختلف مطاعم العالم سواء العربية منها أو الأجنبية، "الأسرة" حيث يحتوي هذا الباب على مجموعة من المواضيع تخص المرأة في علاقتها مع زوجها و بيتها إضافة إلى بعض النصائح الزوجية، "الطفل" حيث تجد مواضيع تهم الأمهات و كيفية التعامل مع الأطفال بمختلف أعمارهم من الأيام الأولى بعد الولادة و كيفية تحضير طعام الرضيع و الاعتناء به إلى مرحلة الدراسة و التحصيل فالمراهقة و مشاكلها و الاستشارات النفسية ، "الموضة" و هذا الباب يخص آخر صيحات الموضة و مجموعة من الأزياء الجديدة و الاكسسوارات الخاصة بها و باب" الحمية" و المليئ بوصفات لإعداد أطعمة خالية من الدهون أي بسعرات حرارية منخفضة وبعض الحميات الغدائية قليلة الكالوري إضافة إلى نصائح و بعض التمارين الرياضية التي تساعد على فقدان الوزن.
هناك من المواقع، و هي قلة، من لها أبواب إضافية ك"قضايا المرأة" الذي يهتم بالقضايا الإجتماعية و القانونية للمرأة بالإضافة إلى استشارات قانونية حول مدونة الأسرة أو مدونة الأحوال الشخصية و باب"اقتصاد و أعمال" الذي يحتوي على آخر الأخبار الإقتصادية و أسعار العملات الأجنبية و تقلبات البورصة و التحليلات لبعض الظواهر الاقتصادية و"قضايا سياسية" من أخبار الساعة و التحليلات السياسية.


"إن الهدف من إنشاء موقع نسائي هو سد بعض احتياجات المرأة الثقافية وتنمية المواهب النسائية في مجالات الكتابة والحوار ويكون الموقع بوابة إلكترونية للمرأة لتلبية احتياجاتها" تقول مشرفة موقع واحة المرأة الذي انطلق بداية عام 2000 والذي حصل على أفضل موقع نسائي عربي من برنامج كليك على قناة أبو ظبي الفضائية و على الجائزة الدولية الذهبية من .I.A.W.M.D
هناك من يرى أن أغلب المواقع النسائية قد أخطأت التقدير بتسطيح اهتمامات المرأة وحصرها في التجميل والديكور والطبخ متجاهلة حقيقة أن المرأة التي تتصفح النت في أغلب الأحيان هي امرأة متعلمة على درجة عالية أو على الأقل متوسطة من الثقافة ولها اهتماماتها بقضايا المجتمع والسياسة والأدب والاقتصاد. و هذا الأمر ليس حكرا على المواقع الإلكترونية على شبكة الأنترنت بل نجده كذلك في المجلات النسائية الورقية و في البرامج المخصصة للمرأة على أمواج الراديو و على شاشة التلفاز و هذه الصورة النمطية للمرأة التي يتم الترويج لها في مختلف وسائل الإعلام أدت إلى استياء عارم لدى العديد من جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة في العالم العربي و التي تدعو إلى عدم ترويج هذه الصور النمطية التي تتناسى الجانب الروحاني الداخلي الذي يتمثل في ذكاء و ثقافة المرأة و لا تركز سوى على الجانب الخارجي من أزياء و مكياج. ربما تكون هذه المواقع النسائية على الشبكة لم تقصد عن سبق الإصرار و الترصد الترويج لهذه الصور النمطية السلبية عن المرأة و ربما كان هدفها الوحيد و نيتها المبيتة هي فقط توفير خدمة للمرأة العربية.

Apr 18, 2007


الطلبة الأجانب بالمغرب ومشكل اللغة
اللهجة المغربية مغمورة وتشكل إلى جانب الفرنسية حاجزا لغويا لمعظم الطلبة الأجانب

جوازات سفرهم عليها أسماء دول متعددة. ثقافاتهم ولغاتهم ودياناتهم مختلفة. ما يجمعهم هو الدراسة في الجامعات المغربية. تمكن البعض منهم من الإندماج والتأقلم ومتابعة الدراسة بسهولة لكن البعض كانت لديه صعوبات في ذلك خاصة اللغوية منها. يتشكل هذا الحاجز اللغوي من لهجة مغربية دارجة في الشارع وفي معظم الفصول الدراسية ولغة فرنسية تدرس بها التخصصات العلمية.


يقول ماكسيم (روسي الجنسية)، بلغة عربية فصحى:" عندما جئت لأول مرة إلى المغرب واجهتني صعوبة في التواصل لإن المغاربة لا يتحدثون باللغة العربية الفصحى التي أعرفها و لكن بلهجة دارجة محلية. احتجت لكثير من الوقت حتى بدأت أفهم بعض الكلمات بالدارجة."
ولعل اللغة الدارجة تشكل تحديا حقيقيا لإندماج هؤلاء تواصليا في مجتمع لا يتحدث لغتهم وذلك بالرغم من كون العديد منهم يحملون جوازات سفر عربية ويتحدثون بلهجات مشرقية تعد نظريا قريبة من الدارجة المغربية واللغة العربية الفصحى.
" عندما أتحدث مع المغاربة فهم يفهمون تقريبا كل ما أقول لكن المشكلة هي عندما يتحدثون معي لأنني لم أكن أفهم ما يقولون" يضحك محمد (سوداني الجنسية) ثم يضيف:" كنت أظن قبل مجيئي للدراسة هنا أن جميع التخصصات تدرس باللغة العربية لكنني اصطدمت بحقيقة أن التخصصات العلمية تدرس باللغة الفرنسية فقط. ولكوني لا أجيد هذه اللغة اضطررت إلى تغيير مخططاتي ودراسة القانون العام باللغة العربية." يرسم ابتسامة ساخرة على شفتيه قبل أن يضيف:' لكن حتى هذا التخصص لا يدرسونه بالعربية الفصحى لكن بالدارجة المغربية".
اللهجات العربية مألوفة لدى أسماع معظم المغاربة ويرجع الفضل في ذلك إلى وسائل الإعلام العربية و المغربية أيضا. فالمسلسلات والأفلام المصرية منذ سنوات والمسلسلات السورية والخليجية حديثا إضافة إلى الأغاني والفيديوكليبات كان لها الأثر الأكبر في تعود جمهور العالم العربي على هاته اللهجات المشرقية. أما بالنسبة للهجات المغاربية فهي لهجات مغمورة لا يستطيع فك رمزها سوى سكان المنطقة. فلا وجود لمسلسلات وأفلام باللهجة المغربية أو الجزائرية مثلا يتابعها المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج وتنافس بشدة مثيلاتها المشرقية من حيث حبكة السيناريو وبراعة التمثيل والإخراج.
اللغة الفرنسية هي مشكل آخر ينضاف إلى قائمة المشاكل التي يعاني منها الطلبة الأجانب بالمغرب. يقول جون (ليبيري الجنسية) باللغة الإنجليزية: "في البداية عندما جئت إلى المغرب كانت لدي بعض المشاكل اللغوية ورغم كوني درست القليل من الفرنسية في بلدي الأصلي إلا أنني وجدت صعوبة بالغة في الفهم لأنني غير معتاد على سماع اللغة الفرنسية. وللتغلب على هذا المشكل بدأت أستمع بكثافة لبرامج إذاعة فرنسا الدولية وأشاهد التلفزيون الفرنسي كما أدردش عبر الأنترنت مع أصدقاء فرنسيين."
معظم الطلبة يعتمدون كما يفعل جون على مجهوداتهم الشخصية لمحاولة الإندماج ومتابعة دراستهم الجامعية باختلاف تخصصاتها التي أتوا من أجلها إلى المغرب. منهم من يتابع دروسا في اللغة الفرنسية لمدة سنة بكلية علوم التربية قبل الالتحاق بمقاعد الكليات ومنهم، خاصة العرب والناطقين بالعربية، من يحاول بكل قوته واصرار فهم اللغة الدارجة وحفظ بعض الكلمات و الجمل الشهيرة التي تستعمل بشكل يومي كإلقاء التحية مثلا بمساعدة أصدقائهم من أبناء البلد. وقد لا نتفاجأ إذا شاهدنا أحد هؤلاء بعد سنوات يتحدث الدارجة بطلاقة. ليس ذلك إلا لأن المجتمع المغربي أنذاك يكون قد فعل فعلته بهؤلاء.



قصة مهاجر إيفواري فر من جحيم الحرب الأهلية إلى المغرب



تتوقف سيارة سوداء بالقرب من موقع شاغر بأحد شوارع "ديور الجامع " بالعاصمة الرباط . يتقدم باتجاهها شاب يرتدي سترة زرقاء إلى المغرب طويلة و سروال جينز أسود، ينتعل حذائا رياضيا أبيضا و يضع قبعة شمسية من اللون نفسه على رأسه رغم حلكة الليل. يساعد هذا الشاب ذو البشرة السمراء صاحب السيارة على التوقف بالمكان بإشارات يديه. ما ان ينتهي حتى يلمح سيارة على وشك الخروج على بعد بضع أمتار. يركض الشاب باتجاهها، يمد يده ليأخد بعض الدريهمات من سائق السيارة فيفاجأ بهذا الأخير و هو يعطيه عشر دراهم كاملة. يبتسم الشاب للسائق و يغمره بكلمات الشكر و الامتنان بلغة دارجة ركيكة و بفرنسية ذات لكنة افريقية واضحة ثم يعود لموقعه في انتظار سيارة أخرى.


حارس السيارة هذا اسمه دافيد (30 سنة) مهاجر غير شرعي من الكوت ديفوار هرب منها بسبب الحرب الأهلية الدائرة رحاها فيها.
كانت أول دولة يلجأ إليها التشاد لكنه لم يجد فيها ما كان يبحث عنه فشد الرحال بعد بضعة شهور قضاها هناك إلى المغرب. لم يكن الهدف المحرك لدافيد هو الإلدورادو الأوروبي بل الحرية و الاستقرار. " عند مغادرتي لبلدي الكوت ديفوار كان هدفي هو الاستقرار في بلد أكون فيه حرا...أعيش فيه بحرية" يقول دافيد بإصرار.


وضعية دافيد القانونية كمهاجر غير شرعي جعلت هدفه حلما ورديا بعيد المنال. فخلال الثلاث سنوات التي عاش فيها بأحد غرف بحي شعبي كان طوال الوقت مختبئا و خلال الساعات القليلة التي يخرج فيها من "جحره" للبحث عن عمل يمكنه من سد رمقه يحترس في كل خطوة يخطوها كي لا يتم الامساك به و إرجاعه إلى الكوت ديفوار.


في يوم من أيام شهر يوليوز المشمسة، ابتسم الحظ أخيرا لدافيد حيث التقى ب"رجل ثقته" على حد تعبيره. سأله الرجل إن كان يود العمل كحارس سيارات بدلا من "العجوز" الذي ذهب لقريته فوافق على الفور من دون تردد. شعر حينها أن "الله لم ينسه". يقول دافيد بعينان مليئتان بالأمل:" عندما عرض علي العمل هنا، بعد شهور من البحث عرفت أنها هدية من الله و أن دعواتي و صلواتي لم تذهب سدى".
المعاملة الحسنة التي يتلقاها دافيد يوميا من مشتغليه، من سكان الشارع و من معظم أصحاب السيارات جعلته ينظر إلى المستقبل بتفاؤل رغم الضباب الذي يلفه. و رغم المضايقات التي يتعرض لها من طرف بعض المغاربة و رغم تعرض مسكنه للسرقة عدة مرات و عدم استطاعته تقديم شكاية بشأن ذلك لمركز الشرطة لكونه بدون أوراق.


التفت دافيد فرأى سيارة حمراء على وشك المغادرة. ذهب مسرعا باتجاهها لكن السائق ذهب قبل أن يدفع ثمن التوقف. ظل دافيد واقفا مكانه يتببعها بنظراته إلى أن اختفت السيارة في منعطف.
عندما سألت دافيد إن كان يفكر بالهجرة لأوروبا كأقرانه رد بنظرات كلها تصميم و ثقة قائلا:" إني هنا منذ 3 سنوات و سأبقى هنا. هل تشكين في أني أستطيع النجاح؟ هل تشكين في ذلك؟
"