Apr 18, 2007


الطلبة الأجانب بالمغرب ومشكل اللغة
اللهجة المغربية مغمورة وتشكل إلى جانب الفرنسية حاجزا لغويا لمعظم الطلبة الأجانب

جوازات سفرهم عليها أسماء دول متعددة. ثقافاتهم ولغاتهم ودياناتهم مختلفة. ما يجمعهم هو الدراسة في الجامعات المغربية. تمكن البعض منهم من الإندماج والتأقلم ومتابعة الدراسة بسهولة لكن البعض كانت لديه صعوبات في ذلك خاصة اللغوية منها. يتشكل هذا الحاجز اللغوي من لهجة مغربية دارجة في الشارع وفي معظم الفصول الدراسية ولغة فرنسية تدرس بها التخصصات العلمية.


يقول ماكسيم (روسي الجنسية)، بلغة عربية فصحى:" عندما جئت لأول مرة إلى المغرب واجهتني صعوبة في التواصل لإن المغاربة لا يتحدثون باللغة العربية الفصحى التي أعرفها و لكن بلهجة دارجة محلية. احتجت لكثير من الوقت حتى بدأت أفهم بعض الكلمات بالدارجة."
ولعل اللغة الدارجة تشكل تحديا حقيقيا لإندماج هؤلاء تواصليا في مجتمع لا يتحدث لغتهم وذلك بالرغم من كون العديد منهم يحملون جوازات سفر عربية ويتحدثون بلهجات مشرقية تعد نظريا قريبة من الدارجة المغربية واللغة العربية الفصحى.
" عندما أتحدث مع المغاربة فهم يفهمون تقريبا كل ما أقول لكن المشكلة هي عندما يتحدثون معي لأنني لم أكن أفهم ما يقولون" يضحك محمد (سوداني الجنسية) ثم يضيف:" كنت أظن قبل مجيئي للدراسة هنا أن جميع التخصصات تدرس باللغة العربية لكنني اصطدمت بحقيقة أن التخصصات العلمية تدرس باللغة الفرنسية فقط. ولكوني لا أجيد هذه اللغة اضطررت إلى تغيير مخططاتي ودراسة القانون العام باللغة العربية." يرسم ابتسامة ساخرة على شفتيه قبل أن يضيف:' لكن حتى هذا التخصص لا يدرسونه بالعربية الفصحى لكن بالدارجة المغربية".
اللهجات العربية مألوفة لدى أسماع معظم المغاربة ويرجع الفضل في ذلك إلى وسائل الإعلام العربية و المغربية أيضا. فالمسلسلات والأفلام المصرية منذ سنوات والمسلسلات السورية والخليجية حديثا إضافة إلى الأغاني والفيديوكليبات كان لها الأثر الأكبر في تعود جمهور العالم العربي على هاته اللهجات المشرقية. أما بالنسبة للهجات المغاربية فهي لهجات مغمورة لا يستطيع فك رمزها سوى سكان المنطقة. فلا وجود لمسلسلات وأفلام باللهجة المغربية أو الجزائرية مثلا يتابعها المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج وتنافس بشدة مثيلاتها المشرقية من حيث حبكة السيناريو وبراعة التمثيل والإخراج.
اللغة الفرنسية هي مشكل آخر ينضاف إلى قائمة المشاكل التي يعاني منها الطلبة الأجانب بالمغرب. يقول جون (ليبيري الجنسية) باللغة الإنجليزية: "في البداية عندما جئت إلى المغرب كانت لدي بعض المشاكل اللغوية ورغم كوني درست القليل من الفرنسية في بلدي الأصلي إلا أنني وجدت صعوبة بالغة في الفهم لأنني غير معتاد على سماع اللغة الفرنسية. وللتغلب على هذا المشكل بدأت أستمع بكثافة لبرامج إذاعة فرنسا الدولية وأشاهد التلفزيون الفرنسي كما أدردش عبر الأنترنت مع أصدقاء فرنسيين."
معظم الطلبة يعتمدون كما يفعل جون على مجهوداتهم الشخصية لمحاولة الإندماج ومتابعة دراستهم الجامعية باختلاف تخصصاتها التي أتوا من أجلها إلى المغرب. منهم من يتابع دروسا في اللغة الفرنسية لمدة سنة بكلية علوم التربية قبل الالتحاق بمقاعد الكليات ومنهم، خاصة العرب والناطقين بالعربية، من يحاول بكل قوته واصرار فهم اللغة الدارجة وحفظ بعض الكلمات و الجمل الشهيرة التي تستعمل بشكل يومي كإلقاء التحية مثلا بمساعدة أصدقائهم من أبناء البلد. وقد لا نتفاجأ إذا شاهدنا أحد هؤلاء بعد سنوات يتحدث الدارجة بطلاقة. ليس ذلك إلا لأن المجتمع المغربي أنذاك يكون قد فعل فعلته بهؤلاء.

No comments: