Feb 16, 2009

المغربيات يقبلن على رياضات فنون الحرب


نوادي رياضات فنون الحرب بمختلف أنواعها تعرف اقبال العديد من الفتيات اللواتي يفضلن ارتداء لباس الكيمونو على فستان الباليه الزهري الناعم و بدل أداء رقصات متناغمة مع موسيقى الباليه الهادئة يفضلن أداء الحركات التسلسلية لفنون الحرب بقوة و حزم .


بأحد نوادي رياضة التايكواندو بمدينة الرباط تتمرن نرجس و إيمان. " أمارس رياضة التيكواندو منذ 4 سنوات تقريبا. إنها رياضة ممتعة جدا وأكسبتني لياقة بدنية عالية.عرفت هذه الرياضة عن طريق ابنة عمتي التي كانت تمارسها وكانت تصحبني معها إلى التداريب من حين لآخر. أعجبت بالتيكواندو جدا وألححت على والدي لكي أنخرط في النادي حتى وافق" تقول نرجس (15 سنة) و تضيف صديقتها إيمان (16 سنة):" أمارس هذه الرياضة منذ ما يقرب السنة والنصف وقد أكسبتني ثقة في النفس وتركيز أكبر والذي انعكس بشكل كبير على دراستي. عندما كنت في الخامسة من عمري قام والدي بتسجيلي بحصة التيكواندو لكنني لصغر سني لم أكمل حينها التداريب. بعد ذلك شاهدت الأبطال والبطلات المغربيات كمنى بنعبد الرسول في التلفاز يحرزون الألقاب في هذه الرياضة وتمنيت من كل قلبي أن أصبح مثلهم فقررت على الفور الانخراط في النادي".


لرياضات فنون الحرب جذور وأصول مختلفة. أشهرها وأكثرها انتشارا في العالم وفي المغرب هي ذات الجذور الأسيوية فمنها اليابانية كالكاراطي والجودو ومنها الفيتنامية كالفيات فو داو والكورية كالتيكواندو والذي يعد ثاني وآخر رياضة فنون حرب تدخل إلى الألعاب الأولمبية سنة 2000 بعد رياضة الجودو.


"العديد من الناس يعتقدون أن رياضات فنون الحرب صعبة على النساء لكنني أستطيع أن أاكد لهم عكس ذلك تماما فتجربتي في رياضة التيكواندو أكدت لي أن النساء قادرات على ممارسة هذا النوع من الرياضة وتجدن متعة كبيرة في ذلك" تقول منى بنعبد الرسول (22 سنة) بطلة المغرب في التيكواندو وعضو اللجنة الأولمبية للمرأة والرياضة قبل أن تضيف "لقد أثبت العنصر النسوي المغربي وجوده بقوة وأكبر دليل على ما أقول أن الألقاب لدى العنصر النسوي في رياضة التيكواندو على سبيل المثال أكثر من التي لدى العنصر الرجالي".


نادية، 27 سنة، اختارت منذ سنتين أن تمارس رياضة الكيك بوكسينغ. لم يأت هذا القرار من سدى، فما عاشته نادية من اضطهاد وعنف زوجي جعلها تصر على ذلك. تقول نادية وهي ترسم ابتسامة على شفتيها في محاولة منها لتخفي حزنها: " كان زوجي يضربني كل يوم لسبب أو بدون سبب. وكنت أنا ضعيفة، لاحول لي ولاقوة. لم أكن أستطيع فعل شيء سوى البكاء والعويل. وبعد أن حصلت أخيرا على الطلاق منه بعد تدخلات عدة من جمعيات العنف ضد المرأة، قررت أن هذا لن يحدث معي أبدا وأقسمت على ذلك. عندها انخرطت في نادي الكيك بوكسيغ القريب من محل سكناي." تصمت قليلا لأخذ نفسها ثم تضيف بنبرة تهكمية: "أتحدى الآن أشجع الشجعان لكي يمد يده علي" ثم تضحك.


رياضات فنون الحرب بمختلف أنواعها لقيت إستحسانا أيضا لدى الآباء الذين يقومون بتسجيل بناتهم في النوادي الخاصة بها وفي بعض الأحيان في سن صغير جدا. يرى الآباء في هذا النوع الرياضي، وفي ظل ظاهرة العنف التي يعرفها المجتمع، رياضة تجعل الفتيات أقوى وقادرات على الدفاع عن أنفسهن في حالة الإعتداء عليهن، هذا بالإضافة إلى أن هذا النوع من الرياضات يربي الفتيات على ضبط النفس ويساعدهن على التركيز وإفراغ طاقاتهن الداخلية. وعندما يلتقي حب الرياضة مع الفوائد العديدة التي تقدمها ممارستها سواء البدنية أو السيكولوجية ترفع كل الحواجز وتنتفي كل المعيقات.