Sep 25, 2007










بعد الغلاء المهول في أسعار المواد الغذائية الأساسية
انتفاضة الخبز المغربية تنطلق شرارتها من مدينة صفرو

خلفت أحداث الشغب التي عرفتها مدينة صفرو إصابة 126 من قوات الأمن و عشرين مصابا في صفوف المواطنين، كما تم إحراق سيارة مقدم الحي إضافة إلى إصابة عدد من سيارات رجال الأمن بسبب رميها بالحجارة. وقد بلغ عدد المعتقلين 35 منهم 9 قاصرين. اندلعت الأحداث بعدما دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى وقفة احتجاجية ضد ارتفاع الأسعار.


كما قام المحتجون بالهجوم على مقر العمالة ومراكز الشرطة والمقاطعات الحضرية وتم إحراق مجموعة من آليات الشرطة و أعوان السلطة ، وتمكن المحتجون من زرع قنينة غاز تحت جرافة تابعة للمجلس البلدي كانت تهم بكسح الأحجار و إطارات الشاحنات المحروقة وسط الطرقات مما أدى إلى إحراق الجرافة بالكامل . وفي خطوة مثيرة حاول مجموعة من الأطفال اقتحام السجن المدني الوحيد بالمدينة .


ووصلت صباح أمس حوالي 10 شاحنات من الدرك الملكي وعشرات الشاحنات التابعة للقوات المسلحة والقوات المساعدة متخذة مواقعها في ساحات ومرافق صفرو الإدارية وقرب الأحياء التي شهدت انفلاتات أمنية.
وفرضت على المدينة حالة حظر تجول منذ مساء الأحد الماضي إلى حدود أمس الاثنين كما أغلقت جميع المحلات التجارية والمقاهي.

Sep 24, 2007

Energy save

Great video for those who really care about our environment. Great an simple tips to reduce our carbon emissions

شباب مغربي يؤسس ائتلافا لدعم دارفور
تم، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع أهالي دارفور، الإعلان عن تأسيس «الائتلاف الشبابي من أجل السلام وحقوق الإنسان في دارفور»، من طرف عدد من الجمعيات الشبابية المغربية كشبكة الشباب لمنظمة العفو الدولية – فرع المغرب، والمركز المغربي لحقوق الإنسان... بهدف الانضمام إلى «الحركة التضامنية العالمية للمدافعين عن حقوق الإنسان لحماية فعالة للمدنيين في دارفور، وضمان العودة الآمنة والطوعية للمهجرين، ونزع أسلحة الجنجويد، ووضع حد لاستمرار تدفق الأسلحة على جميع أطراف النزاع في دارفور، ومساءلة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وتقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية»، يقول بيان صدر عن أصحاب المبادرة.

وقد احتضن مقر جمعية الشبكة الأمازيغية بالرباط، يوم الأحد الماضي تظاهرة شبابية من أجل التضامن مع أهالي دارفور، وذلك بمبادرة من شبكة شباب منظمة العفو الدولية –فرع المغرب، التي دعت الشباب المغاربة وجمعيات المجتمع المدني الشبابية إلى الانضمام إلى التحرك التضامني العالمي مع ضحايا دارفور المنظم من طرف مئات المنظمات غير الحكومية عبر العالم يوم 16 شتنبر 2007.

ووجه الشباب، الذين التقوا في إفطار جماعي، مناشدة إلى الحكومة السودانية يدعونها من خلالها إلى أن تبادر فورا إلى كبح جماح ميليشيا الجنجويد التي تعمل في المنطقة ونزع أسلحتها، والمساعدة على نشر فوري وشامل لقوات حفظ السلام المشتركة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وحثها على القيام بكل التدابير التي تمليها «مسؤولية الحماية» بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان لوقف جميع انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في الهجمات على المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان.


Sep 21, 2007

أوبرا وينفري...قصة السندريلا السمراء التي تتربع على عرش الإعلام الأمريكي
من شوارع الفقر إلى عرش الإعلام الأمريكي رحلة طويلة وشاقة. أوبرا وينفري قطعت هذه الرحلة المتعبة من الحضيض إلى القمة وقد أصبحت الآن ملكة الإعلام الأمريكي واول مليارديرة اميركية من أصل افريقي والتي اختارتها مجلة "فوربس" الأميركية لتكون الشخصية الأكثر تأثيرا في العالم للعام 2005 متقدمة بذلك على مشاهير الفن، السياسة، والرياضة بل ومتقدمة كذلك على الرئيس الأمريكي.

عرفها الجميع من خلال برنامجها "أوبرا شو" الذي يتم بثه في مئة واثنا عشر دولة، ويشاهده ثلاثين مليون مشاهد امريكي اسبوعياً. يعد "أوبرا شو" من البرامج الأكثر شهرة في الولايات المتحدة والعالم بشكل عام وذلك من خلال تسليطه الضوء على العديد من الموضوعات الاجتماعية النفسية الفنية والثقافية وغيرها من الامور الحياتية، بالاضافة الى الموضة والازياء والطبيخ والبيوت ومواضيع الصحة والامراض.
رأت اوبرا وينفري النور سنة 1954 في ولاية الميسيسيبي حيث التمييز العنصري ضد السود كان في أشده. والدها كان حلاقاً بالاضافة الى عمله ببعض الاعمال التجارية الصغيرة ووالدتها كانت تعمل خادمة في البيوت. عاشت أوبرا الصغيرة في منزل جدتها بأفقر أحياء ولاية المسيسبي. كانت جدتها تعمل غسالة للملابس في حي فقير وتجني فقط ما يكفي لسد رمقهما. كانت طفولة أوبرا مليئة بالحزن والتعاسة لكن ذلك لم يمنعها من الحلم بأيام أفضل من التي تعيشها. تقول اوبرا: «في طفولتي كنت املك حلما بأن اكون مشهورة وغنية، إلا انني كنت اعي الظروف التي ولدت في ظلها، حيث تربيت في بيت جدتي الفقير التي تعلمت منها القراءة، واهلتني كي اصبح على ما انا عليه الآن».
لكن عندما بلغت اوبرا التاسعة من عمرها حصل شيء سيغيير نظرتها للحياة كليا فقد تعرضت للاغتصاب على يد احد ابناء عمومتها، كما تعرضت لسلسة من الاعتداءات والتحرش من قبل احد اقربائها وأصبحت ترى الحياة مظلمة ومليئة بالأشواك.
انتقلت أوبرا بعد ذلك للعيش في بيت والدها لكن ذلك لم يمنعها من أن تنحرف الى طريق المخدرات وكانت لا تزال في الرابعة عشر من عمرها. كما أنها انجبت طفلا لم تكتب له الحياة. ولكن تدريجيا و بفضل مساعدة والدها استطاعت أوبرا الخروج من عالم المخدرات و متابعة سير حياتها.
كانت الخطوة الأولى لأوبرا وينفري في طريق القمة عملها كمراسلة لأحد قنوات الأذاعة المحلية بسبب اتقانها القراءة وهي لا تزال تدرس في المرحلة الثانوية. التحقت بعد ذلك بالتعليم الجامعي بولاية تينيسي، حيث حصلت على منحة دراسية. لكن رغم ذلك عانت أوبرا من الصعوبات والمضايقات بسبب كونها من الطلبة القلائل ذوي الأصول الإفريقية.
في سنتها الجامعية الأولى، لفت حضورها الإذاعي اشخاصا اقترحوا عليها العمل في التلفزيون، لتصبح اول اميركية من اصل افريقي تقدم الاخبار في تلفزيون . تقول أوبرا مستذكرة ما حدث: "أذكر انني رفضت العرض نفسه مرتين، وفي المرة الثالثة، قصدت احد مدرسيّ وقلت له: ارفض العمل في التلفزيون لانني اخاف ان لا انهي دراستي الجامعية، ورد عليّ المدرس قائلا: ألا تعلمين ان الناس يقصدون الجامعة لهذا السبب؟".
في عام 1984 انتقلت اوبرا الى شيكاغو لتقديم البرنامج الصباحي A.M.CHICAGO الذي اصبح بعد مرور شهر على بثه البرنامج الأول على القناة، وفي اقل من عام كامل تغير اسم البرنامج الى اوبرا وينفري شو ومددت فترته الى ساعة كاملة. في نفس السنة لعبت أول أدواترها السينمائية ر كممثلة مساندة في فيلم color purple و قد حصلت عنه على جائزة الجولدن جلوب المرموقة. في عام 1986 اصبح بث برنامج "أوبرا شو" على المستوى الوطني ليكون الأكثر مشاهدة على مستوى برامج الحوارات.
وعن سر نجاح برنامجها تقول اوبرا: "اعتقد أن الأمر مرتبط بذلك الخيط الذي يربط بين اذهان البشر وعقولهم، فكلنا نرغب في الأشياء نفسها وتجاربنا الإنسانية متشابهة الى حد ما، ليس هذا وحسب، بل ان الشعور الذي تنقله الى من تحاوره بانك لا تعتبر نفسك اعلى منزلة يجعل الحوار اكثر تلقائية وراحة. كما ان العديد من الذين حاورتهم اصبحوا اصدقائي ويدعوني لزيارة منازلهم وتناول الغذاء معهم". كان اول حجر اساس تضعه اوبرا في بناء امراطوريتها هو شراؤها لبرنامجها، واصبح تحت تصرفها من خلال شركة انتاجها HARPO PRODUCTION وهو اسم اوبرا بالمقلوب، والتي أسستها في التسعينات في شيكاجو، لتصبح بذلك ثالث أمرأة تملك شركة انتاج.
لكن أوبرا لم تنسى ماضيها فكانت لها المبادرة فى سن قانون لحماية الأطفال عام 1991، حيث ألقت بشهادتها أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ مطالبة بإنشاء شبكة معلوماتية للمتهمين بالاعتداء على الأطفال فى الولايات المتحدة، وقد قام الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون سنتين بعد ذلك بالتوقيع على المذكرة التي اقترحتها.
وفي إحدى حلقات برنامجها الذي تناول استغلال الأطفال جنسيا استضافت أوبرا مجموعة من الأشخاص الذين تعرضوا في صغرهم إلى هذا الاستغلال. لم تستطع أوبرا نسيان جراح الماضي فباحت لجمهورها بما حصل معها من اغتصاب وتحرش جنسي في طفولتها.
وقد عرضت أوبرا مبلغ 100 ألف دولار من مالها الخاص لكل مشاهد يستطيع أن يدلي بمعلومات تمكن رجال الشرطة من القبض على المتورطين في استغلال الأطفال جنسيا والمنشورة أسماؤهم في موقعها الإلكتروني.وبعد أقل من 48 ساعة، تم القبض على شخصين من القائمة المذكورة. وفي الحلقة التالية من برنامجها بثت لقطات تصور عملية إلقاء القبض عليهما.
في سنة 1997 أسست برنامجها الشهيرOprah’s angles net work، والذي يدعو لجمع المساعدات المالية لمساعدة المحتاجين. وقد حقق هذا البرنامج نتائج جيدة حيث تم بناء 200 منزل لإيواء المشردين، كما استخدمت 30 مليون دولار من المساعدات لإنشاء منحة تعليمية جامعية للطلاب المحتاجين، بالإضافة إلى دعمها المعنوي والمالي لضحايا "تسونامي" من خلال شبكتها التي تهدف إلى تشجيع العمل التطوعي.
أما أعظم أعمال أوبرا الإنسانية فيظل هو قيامها بتبني خمسين ألف طفل إفريقي، عندما كانت في زيارة لقارة أفريقيا، وذلك في محاولة منها للمساهمة في حل مشكلة الفقر المزمن، الذي يعاني منه الكثير من أطفال أفريقيا. وقررت أن لا تنجب أطفالا.
في حوار لها مع مجلة "لايف" قبل سنوات قالت أوبرا: "كانت أسرتي تلقبني وأنا صغيرة بدودة الكتب، حيث كنت أمضي ساعات طويلة فى مكتبة المنزل أقرأ وأقرأ ويمضي الوقت دون أن أدرك ما يحدث من حولي.كانت الكتب تمنحني فكرة أن هناك حياة مختلفة وراء منزلي الفقير في المسيسيبي".
عشقها للقراءة دفعها الى تقديم "نادي الكتاب" ضمن برنامجها "أوبرا وينفري شو" في عام 1996، وخلال ست سنوات قدمت ما يزيد على 46 كتابا.
وقد ارتفعت مبيعات الكتب التي قامت أوبرا باختيارها لتصل الى قائمة "أعلى الكتب رواجا" وبيع أكثر من مليون نسخة من كل كتاب. ومنحها اتحاد الكتاب الأميركي ميدالية ذهبية في عام 1999، وجائزة الشرف من اتحاد الناشرين الأميركيين عام 2003 تقديرا لتأثيرها في صناعة الكتاب في الولايات المتحدة من خلال هذا البرنامج.
في سنة 1999 أنشأت اوبرا شركة oxygen media الخاصة ببرامج المرأة على التلفزيون والأنترنت، و اطلقت برنامج Oprah after the show الذي كان يبث حصريا لقناة اوكسجين وهو عبارة عن نصف ساعة من لقطات واقعية لا تلتزم بأي نص.
سنة بعد ذلك شهدت مولد آخر عنقود من عناقيد امبراطوريتها الإعلامية وهي "مجلة أوبرا "التي اصبحت اليوم من اهم المجلات المتصدرة والمتخصصة بحياة النساء، وسجلت المجلة نجاحا تاريخيا، وفي عام 2002 طرحت اوبرا النسخة العالمية من مجلتها في جنوب افريقيا.
في سنة 2001 استضافت أوبرا للمرة الاولى امرأة مسلمة في برنامجها وهي الملكة رانيا العبد الله وذلك رغبة منها في تصحيح المفاهيم الامريكية الخاطئة الشائعة عن الاسلام.
ولكنها أثارت جدلا في الرأي العام العربي والإسلامي بسبب تقرير عن مذيعة التلفزيون السعودي رانيا الباز التي تعرضت للضرب المبرح الذي كاد يودي بحياتها على يد زوجها. فقد شعر السعوديون بالغضب بشكل خاص لأن وينفري توجهت إلى مشاهديها في ختام برنامجها وقالت: "الحمد لله أننا نعيش في أميركا".
اسم أوبرا وينفري مرادف لقوة العزيمة والإرادة و المراة التي صنعت كل ما تملكه من لا شيء. كثيرا ما يتم تشبيه أوبرا وينفري في وسائل الإعلام الأمريكية بالسندريلا السمراء للتشابه الكبير بين قصة أوبرا وقصة ساندرلا التي وبعد أن كانت مجرد خادمة في بيت أبيها وزوجته أصبحت زوجة ولي عهد المملكة. لكن بالنسبة لأوبرا فإنها لم تنتظر الجنية لتحولها إلى أميرة بعصاها السحرية بل تابرت ودرست وعملت بجد حتى وصلت لما هي عليه الآن. وتكون بذلك قد أثبتت للجميع أن تحقيق الأحلام ليس مستحيلا حتى بدون عصا سحرية.
سهام إحولين


أن تكون يهوديا بالمغرب
بين عدم الشعور بالأمان وبين القيود الاقتصادية، لم تنقطع هجرة اليهود المغاربة. وصلت الديانة اليهودية في المغرب إلى الطريق المسدود وأصبح أتباع هذه الديانة يخافون من رؤية مجتمعهم يندثر مع مرور الزمن، ولا يبقى له أثر في خريطة المملكة الشريفة
إنها الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر بشارع مولاي اسماعيل بالرباط. تجلس استير بريتز، سيدة عجوز في 80 من عمرها، لوحدها في ركن من درجات أكبر كنيس يهودي بالرباط "تلمود توراة". تضع استير وشاحا على رأسها، ويظهر على وجهها الذي لفحته الشمس، علامات الاضطراب والقلق والحزن ولا تكف هذه العجوز عن مراقبة المارة. وفي كل مرة يقترب فيها أحدهم من درجات الكنيس، تقف على الفور وترتعب. تنتظر استير أن يفتح الكنيس أبوابه في الثالثة بعد الظهر. "استير كانت تسكن بحي الملاح وعندما انهار سقف منزلها لجأت إلينا" تقول ماري، سكرتيرة الكنيس.
ولدت هذه العجوز في مدينة سلا، مدينة يفصلها عن عاصمة المملكة نهر أبي رقراق. " لم أجد يوما سببا قويا يدفعني لمغادرة بلدي الذي ولدت فيه، كما فعل العديد من أقربائي الذين هاجروا إلى إسرائيل." تقول السيدة بريتز وقد اغرورقت عيناها بالدموع.
انخفض عدد الطائفة اليهودية بالمغرب مع مرور السنين، حيث يبلغ عددهم حاليا أقل من 5.000 شخص يعيش أقل من 2 بالمائة منهم بمدينة الرباط، وذلك حسب إحصائيات مجلس الجالية اليهودية بالمغرب.
وغير بعيد عن كنيس "تلمود توراة"، يقع ملاح الرباط، وهو حي قديم محاط بالأسوار وله عدة منافذ، وكان قديما مخصصا لليهود، الذين هجروه فيما بعد. للملاح طابع خاص بالمقارنة مع الأحياء الأخرى حيث يتميز بأجوائه الحيوية التي يخلقها التجار والباعة المتجولون في أزقتها التي تعج بالزبائن.
الدكاكين الصغيرة موجودة في كل مكان، الخبازون ، بائعو الطيور الداجنة ، باعة السمك ، باعة الأقمشة والخضراوات ونحوها يتكلمون بأصوات عالية لاجتذاب الزبائن. رائحة كريهة منتشرة في هذا الحي الشعبي الذي لا يتجاوز فيه علو المباني ثلاث طوابق.
" كنا ملوك الملاح لكن كل شيء تغيير بالنسبة لنا، فلا يعيش الآن في الحي سوى عائلتين يهوديتين فقط" يقول ميناهيم دهان، حاخام كنيس الملاح، بأسى وحزن.
كان حذرا في البداية لكنه فتح لنا باب منزله بعد أن اطمئن لنا. تغطي جدران منزله حلي وصور شخصيات يهودية، وفي وسط طاولة يوجد كتاب توراة مزين. يظهر الأثاث، سلال الفواكه على طاولات الصالون وزيه الأنيق أنه يعيش حياة مرفهة بالمقارنة مع سكان الحي.
يبدأ الحاخام في سرد قصته وهو يجلس على أريكة عربية ويضع قبعة "كيبة" اليهودية على رأسه. دهان، المنحدر من مكناس، تابع دراسته الجامعية في فرنسا قبل أن يسافر إلى إسرائيل لإكمالها وليحصل على دبلومه من هناك. بعد ذلك قرر العودة إلى بلده، تاركا وراءه والده وأخوته الذي هاجروا إلى إسرائيل في السيتينات من القرن الماضي.
"لم تكن إسرائيل ترفا فيما مضى. هذا هو السبب الذي جعلني أفضل البقاء وحيدا في بلدي حيث قمت بتدريس العبرية في المدارس " يتابع الحاخام.
يفسر دافيد طوليدانو، الأمين العام للطائفة اليهودية في الرباط، أنه قبل الأربعينيات كان عدد السكان اليهود حوالي 280.000 شخص. بعد إنشاء دولة إسرائيل في سنة 1948 هاجر أكثر من 90.000 شخص إلى
"الأرض الموعودة" من طرف الإنجيل والتي تمثل حلم كل اليهود. جاءت الموجة الثانية للهجرة بعد استقلال البلاد سنة 1956، حيث كان اليهود ينظرون إلى رحيل الفرنسيين على كونه بمثابة تهديد لسلامتهم.
الهجرة
في بداية الستينات، استغلت الولايات المتحدة بالتواطؤ مع المغرب المجاعة التي كانت سائدة في البلاد لتشجيع الهجرة إلى إسرائيل ، مما أدى إلى هجرة 10.000 من اليهود المغاربة هربا من البؤس والفقر.
"في سنة 1961 ، صوحبت الزيارة الشهيرة للزعيم المصري جمال عبد الناصر للدار البيضاء بمظاهرات ضد اليهود. وقد أدت هذه المظاهرات إلى هجرة العديد من اليهود خوفا من صعود القومية العربية" يتذكر سيمون ليفي، مدير متحف اليهودية المغربية الدار البيضاء والأمين العام لمؤسسة التراث الثقافي اليهودية المغربية.
ثم جاءت حرب الأيام الستة (1967) التي عرفت نزوح حوالي35.000 يهودي مغربي. ويؤكد الأمين العام لمجلس الطائفة اليهودية بالمغرب ورئيس التجمع العالمي لليهود المغاربة، سيرج بردوغو، أن لا أحد أجبر اليهود المغاربة على مغادرة البلاد، ولكن إسرائيل هي التي قامت بإغرائهم عن طريق وعود بحياة أفضل.
"يبلغ عدد أفراد الجالية اليهودية المغربية بالخارج حوالي مليون شخص، من بينهم 600.000 شخص في إسرائيل و400.000 شخص موجودون في بلدان متعددة في جميع أنحاء العالم. وقد هاجر الأغنياء منهم إلى أوروبا، وكندا والولايات المتحدة الأمريكية."
ما يدفع اليهود المغاربة اليوم للهجرة هي المصاعب والمشاكل الاقتصادية بالخصوص.
"لا أستطيع أن أقول لشاب أن يتمسك بوطنه الأصلي إذا وجد ما هو أفضل في مكان آخر" ، يقول بردوغو، الذي استقر ابنه في فرنسا، بأسف.
بعد الباكالوريا، يسافر اليهود المغاربة لمتابعة دراستهم بالخارج، وهناك يتبنون ثقافات جديدة ولا يعودون إلى المغرب إلا لزيارة أقاربهم.
"حتى هذه الزيارات العائلية أصبحت نادرة الآن" يشتكي داهان، الذي يعتصره الحزن برؤية الكنيس شبه مهجور "أشعر بألم يعتصر قلبي عندما أجد من الصعوبة جمع عشر مصلين وهو الحد الأدنى للقيام بالصلاة".
يتشكل اليهود العائدون إلى المغرب من الشبان الذين يعيشون حياة سهلة ولا يريدون أن يتخلوا عنها، أو الذين يجدون صعوبة في الاندماج في مجتمع آخر جديد. ليا، ثلاثين سنة، تقول إنه بمجرد حصولها على الدبلوم من فرنسا، عادت إلى المغرب لأنها شعرت بالحنين إليه. أما السيدة ازويلوس (زوجة أكبر تاجر مجوهرات بالمغرب) ، تقول أنها أرسلت ولديها ، سيرج وباتريك ، لمتابعة دراساتهما بفرنسا، وبعد حصولهما على دبلومهما عادا للبلاد لإدارة ثروتهما. " ومن ثم ، فهناك من لهم روابط ميتافيزيقية مثل استير وليا ، هناك من يحس بالرضى مثل داهان، وهناك من تربطه بالمغرب الثروة مثل أسرة أزويلوس. وهناك آخرون يريدون البقاء على أرض أجدادهم "، يقول طوليدانو.
والواقع أن هذه الأمثلة من المواطنين يؤكدون أنه في أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت سنة 2003 في الدار البيضاء ، والتي استهدف اثنين منها الطائفة اليهودية، اجتمعوا في كنيس الرباط بهدف تأكيد تمسكهم المشترك ببلدهم المغرب في مواجهة هذه الظاهرة التي لا يوجد أي بلد في مأمن منها.
واستنادا إلى المواطنين والقادة اليهود المغاربة، فلم يتم تسجيل أي حالة هجرة بسبب هذه الهجمات الإرهابية.
"إذا كانت لدينا النية في ترك المغرب فقد كان علينا أن نفعل ذلك في اللحظات الحرجة الصعبة التي مرت بها البلاد" تؤكد السيدة ازويلوس.
ووفقا لبردوغو، فإن حوالي 3000 يهودي يعيشون حاليا في الدار البيضاء ، أكبر المدن الصناعية في المغرب. إنهم مواطنون محترمون ويتمتعون بجميع حقوقهم. في هذا الصدد يقول ليفي : "لدينا معابد وجمعيات ونوادي، ودور مسنين وثانوياتنا الخاصة، ولدينا أيضا محاكمنا الخاصة مع قضاة يهود وقانون يهودي".
حرية عبادة فريدة
وفي الواقع ، يفخر المغاربة بحرية العبادة التي تسود في بلادهم. إنهم فخورون لكونهم العرب الوحيدون الذين يعيشون بسلام مع اليهود، لاعترافهم بأنهم من أهل الكتاب، وبأن الأمر يتعلق بدين وليس بعرق معين.
"إنني فخور بكوني يهودي مغربي. المغرب حالة فريدة لأنه عرف كيف يصون التعايش الهادئ والمحترم بين المواطنين اليهود والمسلمين، رغم تقلبات الأوضاع الاقتصادية"، يؤكد من جانبه اندريه أزولاي، مستشار الملك محمد السادس.
هذا المصرفي السابق يضيف أنه في كل مرة يقوم فيها يهودي مغربي بمغادرة المغرب "فإننا نفقد مواطنا ونربح سفيرا في الخارج". ويذكر طوليدانو بالسلام الذي عاش في ظله اليهود لألفيتين في أرض المغرب والحماية التي منحت لهم من قبل أمير المؤمنين ، السلطان محمد الخامس ، جد العاهل المغربي محمد السادس.
" ليست انعدام الأمن ولا التمييز ضدنا هي الأسباب التي دفعت العديد منا لمغادرة بلادهم" يقول كوهين ، مدير ثانوية اليهودي مايمونيد اليهودية في الدار البيضاء بنبرة صارمة.
بنظرته الثاقبة وهيبته وقبعة "الكيبا" على رأسه ، يضيف كوهين: "إذا أراد يهودي مغربي في أي بلد من بلدان العالم العودة إلى بلده ، فيكفي أن يذهب إلى السفارة المغربية. لكن، هل يستطيع يهودي مصري أو سوري أو العراقي فعل الشيء نفسه؟ ".
إذا كان الحلم بحياة أفضل يمكن أن يدفع البعض للاغتراب، فإن الشعور بالخوف وانعدام الأمن يظل أحد الأسباب الرئيسية للهجرة. "أنا عربي مغربي قبل أن أكون يهوديا، والمغرب هو بلدي الذي أحبه كثيرا، ولكن إذا شعرت أن سلامتي في خطر فإنني لن أبقى هنا " يقول ميكائيل، 15 سنة، تلميذ بثانوية مايمونيد، وهو يجلس في فناء الثانوية وقبعة "الكيبا" على رأسه رفقة ثلاثة من أصدقائه المسلمين.
شتائم عنصرية
محمد بن علوي، تاجر في حي الملاح بالرباط، يعتبر أن الخلط بين اليهودية والصهيونية يسبب الشعور بعدم الأمان ويشجع الميل إلى الهجرة.
لطيفة بوشوا ، عضو اللجنة الإدارية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان (amdh) تؤكد أن الديانة اليهودية مصنفة كثاني ديانة في المغرب، ولكن هذا لا يمنع أن أقلية منهم يعلنون صراحة أنهم ضحايا التمييز في الشعارات المعادية لليهود التي ترفعها مظاهرات التأييد للفلسطينيين مثل شتيمة "اليهودي القذر"، وتضيف: "بالنسبة لجمعيتنا، فأي شتيمة ذات طابع ديني فهي تمييز".
يفسر طوليدانو أن الانخفاض التدريجي الذي عرفته الطائفة اليهودية، أدى إلى أن اليهود أصبحوا أقل وضوحا في الشارع المغربي، كما أن اليهودية أصبحت مجهولة. و بالموازاة مع ذلك، فإن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والصحافة المكتوبة، بدورها، أصبح لديها نوع من الخلط بين ما هو يهودي وما هو صهيوني. هذه الأحكام المسبقة مدسوسة "ولكنها لم تتحول إلى عنصرية".
أما بردوغو ، فيرى أن العنصرية موجودة في كل مكان في العالم حتى داخل إسرائيل، الذي كان الغرض من خلقها في البداية هو جمع وحماية اليهود.
السلام
اليهود المغاربة يؤكدون أن سياسة الدولة العبرية تؤثر على حياتهم، ومقتنعون بأن سلامتهم تعتمد على عملية السلام الإسرائيلية - العربية. ويرى داهان أن مخاوفهم تزداد عندما لا تحظى الهجمات ضد اليهود بالتغطية الإعلامية الكافية بالمقارنة مع تلك التي ترتكب ضد الفلسطينيين."عندها تصبح نظرات المسلمين المغاربة مخيفة"، يعترف الحاخام.
"هناك مغاربة لديهم ثقافة محافظة جدا، ومن الصعب عليهم التمييز. ليس هناك سوى النخب، والأشخاص الأكثر انفتاحا هم الذين يفرقون بين الصهيونية وإسرائيل واليهودية " يقول مدير المعهد المغربي للعلاقات الدولية، جواد كردودي.
يرى السيد أزولاي أنه في اليوم الذي يحل فيه السلام في الشرق الأوسط ، ستميل إسرائيل إلى الإندماج ثقافيا واجتماعيا في العالم العربي. وعندما يأتي ذلك الوقت فإن الإسرائيليين من أصل مغربي سيشكلون الجسر بين يهود الغرب والشرق داخل إسرائيل.
"عندما سنتوقف عن التخلف عن مواعيد السلام وعندما سترى إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب النور، ستكون الظروف ملائمة لعودة اليهود المغاربة لبلدهم لأنه يبقى من الضروري أن يأتي شخص ما ليضيء شمعة على قبر جدها "، يخلص طوليدانو.
ترجمة: سهام إحولين عن جريدة لوبوتي جورنال الفرنسية

Sep 20, 2007

"Freedom is not worth having if it does not include the freedom to make mistakes. "
Mahatma Ghandi






Sep 15, 2007