Jun 7, 2010


علي عمار: "هدف الشرطة هو تلويث سمعتي وأسئلة الشرطة انصبت على علاقتي بالغزوي"

ما هو أصل الخلاف بينك وبين الفرنسية صوفي غولدرينغ التي تتهمك بسرقة حاسوبها الشخصي؟

تعرفت على صوفي غولدرينغ منذ سنة 2000، عندما كانت تشتغل في وكالة للتصميم في فرنسا، حيث كنا في أسبوعية "لوجورنال" التي كنت مدير نشرها آنذاك، من زبنائها. في 2007، قمت بتوظيف السيدة غولدرينغ مديرة فنية للجريدة، وقد أسست معها شركة "غرافيك فاكتوري" حيث كان كل واحد منا يملك نصف أسهم الشركة المتخصصة في تصميم "ماكيط" الجرائد، لكنني كنت المسير. كما أن مقر الشركة هو في الآن ذاته مسكن السيدة غولدرينغ.

بعدها جاءت قضية "لوجورنال"، وتم الحجز على حصصي في الشركة، حيث لم يكن بمقدوري أن أبيعها أو أتصرف فيها، وبعدها قررت السفر إلى الخارج والاستقرار هناك لبعض الوقت.

ما حصل هو أن السيدة غولدرنيغ، التي كانت تظن أنني لن أعود للمغرب، أسست شركة أخرى في المقر نفسه لـ"غرافيك فاكتوري" مستخدمة أجهزة الشركة من حواسيب ومكاتب كما احتفظت بنفس اللوغو وحولت العقود لصالح شركتها.

بعد أن علمت بالأمر أخبرتها أنه ليس من حقها أن تحول عقود الشركة الأولى لشركتها هي ولا في أن تستخدم المقر والحواسيب وقلت لها إنني أريد استرجاع كل ما تملكه الشركة الأصلية لكنها رفضت.

أما بخصوص الحاسوب الذي ادعت أنني سرقته من منزلها، فهو فإن ملكيته تعود لشركة "تريميديا" المالكة لـ"لوجورنال" ولي كافة الصلاحية في استرجاعه، كما أنني لم آخذه من منزلها وإنما من مقر الشركة التي أملك مفاتحها منذ تأسيسها.

ماذا وقع أثناء التحقيق وما هي نوعية الأسئلة التي طرحتها الشرطة؟

كانت معظم الأسئلة التي طرحها علي رجال الشرطة القضائية حول طبيعة العلاقة التي تربطني بزينب الغزوي وعن سبب تواجدي في منزلها، كما سألوني عن كتابي "محمد السادس.. سوء الفهم الكبير" وعن مبيعاته وهل يحقق أرباحا أم لا، وأسئلة شخصية أخرى.

وأثناء التحقيق الذي اعترف المحققون أن الشرطة كانت تلاحقنا أنا وزينب وتتتبع خطواتنا قبل أسبوع من اقتحام المنزل، لم تأخذ الأسئلة حول الحاسوب الذي يزعمون أنني سرقته إلا حيزا صغيرا جدا، وقد قدمت لهم فاتورة تحمل الرقم التسلسلي للحاسوب تثبت ملكيته لشركة تريميديا المالكة لأسبوعية "لوجورنال" وقدمت لهم نسخة من وثائق أخرى وجدتها في الحاسوب تثبت أن صاحبة الشكاية تحويل العقود من الشركة الأولى إلى شركتها الخاصة، لكنهم لم يأخذوها بعين الاعتبار.

حتى بعد اقتحام شقة زينب، لم يكن اهتمام الشرطة منصبا على الحاسوب الذي يدعون أنني سرقته بقدر ما كانوا يبحثون في أركان المنزل ويلتقطون الصور. وبعد الانتهاء من التحقيق الذي دام حوالي 12 ساعة طلب مني رئيس الفرقة الولائية أن لا أتحدث عن تفاصيل الاقتحام وأكد لي أنه لن تكون هناك متابعة وسيتم ترتيب مواجهة بيني وبين السيدة غولدرينغ.

ما هي في نظركم خلفيات القضية؟

هدف الشرطة كان واضحا وهو تلويث سمعتي أنا وزينب الغزوي وربما ضبطنا في حالة تلبس. لقد استغلوا الهدية التي قدمتها لهم السيدة غولدرينغ واستعمال هذه القضية كقنطرة للوصول إلينا، وإلا فلماذا يقتحم رئيس الشرطة القضائية ورئيس الفرقة الولائية إضافة إلى 15 ضابطا شقة في الخامسة وخمس وأربعين دقيقة صباحا من أجل حاسوب. هل في هذا الحاسوب توجد معلومات تمس أمن الدولة، أو فيه مخطط لعملية إرهابية. هناك الملايين من النزاعات التجارية في المغرب ولم يتم اقتحام منازل كل المتهمين فيها بل يتم إرسال استدعاء فقط.

ما حصل أن شكاية هذه السيدة أعطت الفرصة للشرطة لأن يسألوني عن كتابي وعن آرائي السياسية. إن الأمر يشبه إلى حد كبير ما وقع للصحفي توفيق بنبريك مع النظام التونسي.

أما هدف صوفي غولدرينغ فهو واضح، وهو الاحتفاظ بالشركة والتخلص منا، وهي كانت تعرف جيدا الأبعاد السياسية لمثل هذه القضية


زينب الغزوي وعلي عمار يرويان تفاصيل الاقتحام والتحقيق الذي تعرضا له من أجل حاسوب

على الساعة الخامسة وخمس وأربعين دقيقة من صباح يوم الجمعة الماضي، اقتحمت رئيس الشرطة القضائية ورئيس ولاية أمن الدار البيضاء مع حوالي 15 من ضباط الشرطة القضائية شقة زينب الغزوي، الصحفية السابقة بأسبوعية "لوجورنال" والعضو المؤسس لحركة "مالي" للدفاع عن الحريات الفردية، بعد تكسير باب الشقة.

حسب رواية كل من زينب وعلي عمار، مدير النشر السابق لأسبوعية "لوجورنال" وصاحب كتاب "محمد السادس.. سوء الفهم الكبير" الممنوع في المغرب، فإنه في وقت الاقتحام كانا واقفين في الصالون يتحدثان بعد أن انتهيا من كتابة مقالات للصحافة الأجنبية حيث كان علي يرتدي قميصا وسروال جينز فيما كانت زينب بذلة رياضية.

ما أن دخلت الشرطة، يتابع الصحفيان، حتى بدؤوا يلتقطون الصور لكل ركن من الشقة، ولتبدأ فصول عملية تفتيش دقيقة شملت كل الغرف وأسئلة متعددة حول طبيعة العلاقة التي تربطهما والتي رفضا الإجابة عنها. وقد حاول كل من الغزوي وعمار معرفة سبب هذا الاقتحام وعن ما يبحث عنه رجال الشرطة، الذين لم يكن معهم إذن بالتفتيش، دون جدوى.

وفي وصفها لأحد مشاهد الاقتحام قالت زينب الغزوي، التي لم تتوصل بأي استدعاء قبلي للحضور عند الشرطة بالبيضاء، لـ"أخبار اليوم": " تم تقييد علي عمار بالأصفاد، وإجباره على النوم بسريري، وحاولوا إجباري النوم بجانبه، لكي يلتقطوا لنا صورا، من أجل إثبات تهمة ممارسة الفساد"، مضيفة: "تم تهشيم حاسوبي التابث، وبعثرة كل الأوراق والكتب المتواجدة بالبيت والعبث بكل ما وجدته الشرطة أمامهما".

واصل رجال الشرطة التقاط العديد من الصور الفوتوغرافية، ومن بينها ما تبقى من مأدبة عشاء وزجاجتين فارغتين من النبيذ الأحمر. كما فككوا أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية للصحفيين الذين كانا قد انتهيا لتوهما من جلسة عمل شارك في كتابة مقالات للنشر في الصحافة الدولية. وقام رجال بالعبث بالأوراق والوثائق وفتشوا حقائبهم والمتعلقات الشخصية. وأمر أحد الضباط بتفتيش مكتبة الغزوي الرقمية بحثا عن الأفلام الإباحية.

ذهب أحد المصورين إلى الحمام لالتقاط صور عن قرب، فوجد، حسب رواية الشرطة، واقيا ذكريا، وحسب رواية الغزوي وعمار، قرص حمام فوار للعلامة التجارية "سيفورا".

وبعد الاحتجاجات المتكررة من جانب الصحافيين، قدم أخيرا أحد الضباط بعض التفسيرات حول سبب اقتحام الشرطة للشقة، وهو شكاية عن كمبيوتر مسروق.

وتعود حيثيات القضية إلى دعوى رفعتها مواطنة فرنسية، وهي شريكة علي عمار في شركة للتصميمات، والتي ادعت أن علي عمار قام بسرقة حاسوب في ملكيتها وقرص صلب يتضمن "تصاميم" منها ماكيط الخاص بجريدة "الخبر" لصاحبها عبد الهادي العلمي. وقالت صاحبة الشكاية، صوفي غولدرينغ، إنها تعرضت للتهديد بالقتل واقتحام مسكنها بالعنف من طرف علي عمار بتواطئ مع زينب الغزوي.

ليتم بعد ذلك اقتياد الصحافيين إلى ولاية الأمن والتحقيق معهما إلى حدود الساعة السابعة والنصف مساء الجمعة، وكانت جل الأسئلة التي تم التباحث فيها تهم الآداب العامة والعلاقة التي تربط الغزوي بعمار وما إذا كانت هناك علاقة جنسية بينهما. وقد تم ذكر استهلال الخمر ووجود واقي ذكري في المحضر الخاص بالغزوي، فيما رفضت الشرطة أن تثبت وجود فاتورة تدل على الامتلاك القانوني لعمار للحاسوب.

"كانت معظم الأسئلة التي طرحها علي رجال الشرطة القضائية حول طبيعة العلاقة التي تربطني بزينب الغزوي وعن سبب تواجدي في منزلها، كما سألوني عن كتابي 'محمد السادس.. سوء الفهم الكبير' وعن مبيعاته وهل يحقق أرباحا أم لا، وأسئلة شخصية أخرى"، يروي علي عمار لـ"أخبار اليوم"، موضحا: "أثناء التحقيق لم تأخذ الأسئلة حول الحاسوب الذي يزعمون أنني سرقته إلا حيزا صغيرا جدا، وقد قدمت لهم فاتورة تحمل الرقم التسلسلي للحاسوب تثبت ملكيته لشركة تريميديا المالكة لأسبوعية "لوجورنال" وقدمت لهم نسخة من وثائق أخرى وجدتها في الحاسوب تثبت أن صاحبة الشكاية تحويل العقود من الشركة الأولى إلى شركتها الخاصة، لكنهم لم يأخذوها بعين الاعتبار".

الهدف من هذه القضية التي يعتبرها المتهمان "ملفقة" هو تلطيخ سمعتهما، فحسب عمار فإن "ما حصل أن شكاية هذه السيدة أعطت الفرصة للشرطة لأن يسألوني عن كتابي وعن آرائي السياسية. إن الأمر يشبه إلى حد كبير ما وقع للصحفي توفيق بنبريك مع النظام التونسي"، أما الغزوي فإن ما اعتبرته أكثر خطورة فهو طريقة اقتحام شقتها والطريقة التي تعامل بها رجال الشرطة معهما.

"أخطر ما حدث في هذه القضية هو انتهاك حرمة شقتي وتكسير بابها والدخول إليها فجرا بدون ترخيص وبدون أية وثيقة وبدون تبيان الأسباب"، تقول الغزوي، مضيفة: "سأرفع دعوة قضائية ضد الشرطة القضائية لدى وكيل الملك. إن ما حصل في شقتي يعتبر أوسخ صورة يمكن أن يعطيها المخزن عن نفسه، ولا يجب بأي حال من الأحوال أن يكون هناك تطبيع مع هذه الأساليب الوسخة التي انتهكت حياتي الشخصية".