Apr 18, 2007




قصة مهاجر إيفواري فر من جحيم الحرب الأهلية إلى المغرب



تتوقف سيارة سوداء بالقرب من موقع شاغر بأحد شوارع "ديور الجامع " بالعاصمة الرباط . يتقدم باتجاهها شاب يرتدي سترة زرقاء إلى المغرب طويلة و سروال جينز أسود، ينتعل حذائا رياضيا أبيضا و يضع قبعة شمسية من اللون نفسه على رأسه رغم حلكة الليل. يساعد هذا الشاب ذو البشرة السمراء صاحب السيارة على التوقف بالمكان بإشارات يديه. ما ان ينتهي حتى يلمح سيارة على وشك الخروج على بعد بضع أمتار. يركض الشاب باتجاهها، يمد يده ليأخد بعض الدريهمات من سائق السيارة فيفاجأ بهذا الأخير و هو يعطيه عشر دراهم كاملة. يبتسم الشاب للسائق و يغمره بكلمات الشكر و الامتنان بلغة دارجة ركيكة و بفرنسية ذات لكنة افريقية واضحة ثم يعود لموقعه في انتظار سيارة أخرى.


حارس السيارة هذا اسمه دافيد (30 سنة) مهاجر غير شرعي من الكوت ديفوار هرب منها بسبب الحرب الأهلية الدائرة رحاها فيها.
كانت أول دولة يلجأ إليها التشاد لكنه لم يجد فيها ما كان يبحث عنه فشد الرحال بعد بضعة شهور قضاها هناك إلى المغرب. لم يكن الهدف المحرك لدافيد هو الإلدورادو الأوروبي بل الحرية و الاستقرار. " عند مغادرتي لبلدي الكوت ديفوار كان هدفي هو الاستقرار في بلد أكون فيه حرا...أعيش فيه بحرية" يقول دافيد بإصرار.


وضعية دافيد القانونية كمهاجر غير شرعي جعلت هدفه حلما ورديا بعيد المنال. فخلال الثلاث سنوات التي عاش فيها بأحد غرف بحي شعبي كان طوال الوقت مختبئا و خلال الساعات القليلة التي يخرج فيها من "جحره" للبحث عن عمل يمكنه من سد رمقه يحترس في كل خطوة يخطوها كي لا يتم الامساك به و إرجاعه إلى الكوت ديفوار.


في يوم من أيام شهر يوليوز المشمسة، ابتسم الحظ أخيرا لدافيد حيث التقى ب"رجل ثقته" على حد تعبيره. سأله الرجل إن كان يود العمل كحارس سيارات بدلا من "العجوز" الذي ذهب لقريته فوافق على الفور من دون تردد. شعر حينها أن "الله لم ينسه". يقول دافيد بعينان مليئتان بالأمل:" عندما عرض علي العمل هنا، بعد شهور من البحث عرفت أنها هدية من الله و أن دعواتي و صلواتي لم تذهب سدى".
المعاملة الحسنة التي يتلقاها دافيد يوميا من مشتغليه، من سكان الشارع و من معظم أصحاب السيارات جعلته ينظر إلى المستقبل بتفاؤل رغم الضباب الذي يلفه. و رغم المضايقات التي يتعرض لها من طرف بعض المغاربة و رغم تعرض مسكنه للسرقة عدة مرات و عدم استطاعته تقديم شكاية بشأن ذلك لمركز الشرطة لكونه بدون أوراق.


التفت دافيد فرأى سيارة حمراء على وشك المغادرة. ذهب مسرعا باتجاهها لكن السائق ذهب قبل أن يدفع ثمن التوقف. ظل دافيد واقفا مكانه يتببعها بنظراته إلى أن اختفت السيارة في منعطف.
عندما سألت دافيد إن كان يفكر بالهجرة لأوروبا كأقرانه رد بنظرات كلها تصميم و ثقة قائلا:" إني هنا منذ 3 سنوات و سأبقى هنا. هل تشكين في أني أستطيع النجاح؟ هل تشكين في ذلك؟
"

1 comment:

Anonymous said...

موضوع حلو كثير ومليء بالمشاعر فالمهاجرون الأفارقة يعانون من مشاكل متعددة