Dec 23, 2008

Listen and comment

In these last days of 2008, I d like you to say Goodbye to this year with this song called " life is short". I ve first listened to it in the first episode of " grey's anatomy".





what do you think?

Dec 19, 2008


مهاجر سري مغربي في إيطاليا تحول إلى بطل بإلقائه القبض على أعضاء من المافيا


سهام إحولين



تمكن شاب مغربي مهاجر في صقلية الإيطالية من مساعدة الشرطة على إلقاء القبض على شبكة مهمة لترويج المخدرات. إذ بفضله يوجد عشرة أشخاص خلف القضبان وعدة أشخاص آخرين تحت الرقابة القضائية في عملية أطلقت عليها الشرطة اسم «أوليفير تويست»، في إشارة إلى طفل الشوارع في رواية الكاتب الإنجليزي ديكنز. هكذا تحول هذا المهاجر السري إلى بطل وتكفل به رئيس بلدية «إيريس» شخصيا، وأصبح وصيه وحصل له على تصريح إقامة دائمة في إيطاليا.


وحسب مجلة «ليكسبرس» الفرنسية، التي أوردت الخبر، فإن الإيطاليين لا يعرفون وجهه ويجهلون هويته الكاملة. كل ما يعرفونه أن اسمه رشيد، وهو مهاجر غير شرعي مغربي يبلغ 17 عاما، وأنه يعيش تحت حماية الشرطة وأصبح بطل مكافحة الجريمة المنظمة. وقد ساعدت شهادته في تفكيك شبكة كبيرة من تجار المخدرات في تراباني بصقلية. ولد رشيد في مدينة الدار البيضاء، من أب مجهول الهوية. في نونبر 2006، غادر المغرب مع والدته وروبيرتو أدرانيا، صقلي تعرفت عليه والدته. انتقل الثلاثي للاستقرار في بادو، وهي مدينة في شمال إيطاليا حيث اشتغل روبيرتو الذي طلب يد والدة رشيد للزواج. لكن، تتابع الصحيفة الفرنسية، شهرا بعد ذلك، كل شيء انهار، بعد أن توفيت أم رشيد وزوجها بمرض. قبل أن يموت، ترك هذا الأخير لرشيد عنوان أخيه سالفاطور في «إيريس» قرب «تراباني».


وبثلاثة يورو فقط في جيبه، توجه رشيد إلى صقلية. «استقبلتني العائلة بابتسامة»، صرح رشيد للشرطة. قدمت له زوجة أدرانيا حلوى بالعسل. ساعات قليلة بعد ذلك، أصابه الدوار وبدأ يهلوس... كانت قطعة الحلوى مليئة بالهيروين. وبدأ الكابوس. في كل صباح، كان أبناء أدرانيا، البالغين 22 سنة، يحقنونه بالمخدرات. وفي الصباح، كان مجبرا على بيع المخدرات معهم ومع أبناء عمومتهم، وفي الليل كان يجبر على الحراسة في الوقت الذي كان فيه «شركاؤه» يقومون بسرقة فيلات المنطقة. وإذا أبدى أي اعتراض على ذلك كان يتعرض للضرب. ونقلت مجلة «ليكسبرس» عن المساعدة الاجتماعية غابريلا ساردو، التي كانت أول همزة وصل بين الشاب المغربي والشرطة قولها: «عندما اقتربت منه في نونبر 2007، كان وجهه ضامرا، وهالات سوداء تحت عينيه، ونظرته مليئة بالرعب.


تدريجيا، استطعت أن أكسب ثقته وروى لي قصته». أعلمت غابريلا رجل الشرطة الشهير المتخصص في المافيا غيوسيبي ليناريس، رئيس الفرقة المتنقلة بتراباني. وهكذا أصبح عميد الشرطة والشاب المغربي صديقين. وصرح عميد الشرطة للمجلة الفرنسية قائلا: «إنه هو من اقترح علي أن يتعاون معنا. إنه شاب مذهل. مدمن على الهيروين، لا يتكلم سوى بعض الكلمات الإيطالية، لكنه يتذكر أسماء كل تجار المخدرات وحفظ عن ظهر قلب عددا من أرقام الهواتف النقالة التي وضعناها تحت التنصت». خلال أربعة أشهر من دجنبر 2007 إلى مارس 2008، ساعد رشيد المحققين في الوقت الذي كان يشارك في ما تقوم به عصابته من أعمال.


« استمر بالعيش لدى عائلة أدرانيا لكننا كنا نراقبه باستمرار»، يضيف عميد الشرطة. كشف رشيد عن طرق بيع وشراء المخدرات، وشارك في عمليات تتبع، وهو مختبئ في سيارة. يقول عميد الشرطة: «إنها المرة الأولى التي يقوم فيها مهاجر بالتعاون بهذا الشكل. على الإيطاليين أن يعتبروه مثلا لهم. لقد استطاع كسر قانون الصمت للمافيا، وهذا ما لم يقم به إلى حد اليوم أي تاجر مخدرات إيطالي». في الربيع الماضي، قررت الشرطة أن تخرجه من المافيا ووضعه بعيدا في تجمع ديني. منذ ذلك الحين وهو يتبع علاجا ضد الإدمان ويتمتع بمتابعة طبية نفسية. «إنه ما يزال في حالة صدمة»، يقول الشرطي. «هدفنا هو إعادة تأهيله وإيجاد عمل له. إنه يملك مهارة في مجال الحرف اليدوية».

Nov 14, 2008


الكونغرس ... برج إيفل أمريكا
واشنطن دي سي - سهام إحولين

لن تجد بناية في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي أعلى من بناية الكونغرس او ما يسمى ب" الكابتيول هيل". قد يذكرك ذلك بفرنسا التي حرمت كذلك أن تكون أي بناية أعلى من برج إيفل الذي يعتبر رمز باريس " عاصمة الأنوار"، وأنت لذلك لم تذهب بعيدا في مخيلتك عن ما قاله الرئيس الرابع للولايات المتحدة الأمريكية طوماس جفرسون، الذي شغل منصب سفير أمريكا في فرنسا، الذي أراد لواشنطن أن تكون " باريس أمريكية".
قليلون فقط من يعرف أن تصميم عاصمة أقوى دولة في العالم هو من مخيلة مهندس فرنسي اسمه بيير لانفانت، الذي هاجر إلى البلاد قبل استقلالها وعمل ضابطا في فرقة فرنسية تحالفت مع الأمريكيين في حربهم ضد البريطانيين. ومكث في المدينة حتى تم استدعائه في يوم من الأيام من طرف الرئيس الأمريكي جورج واشنطن لوضع تصميم للمدينة بعد سنة من تأسيسها.

حول الكونغرس، الذي يحمل شعار:"من الشعب ومن خلال الشعب ومن أجل الشعب"، يكثر الزوار ورجال الأمن والتماثيل والأشجار. فالكونغرس يعد من المعالم السياحية التي تجذب إليها عددا هائلا من الزوار من جميع أنحاء العالم، يلتقطون الصور الفوتوغرافية ويستمعون إلى قصة هذا المبنى الذي تتخذ فيه قرارات حاسمة يجتاز تأثيرها حدود البلاد.
لكن، ليس من مهام الكونغرس سن القوانين فقط، بل إنه المسؤول عن العاصمة واشنطن التي يوجد على أرضها والتي كانت قد اقتطعت من ولاية ميريلاند وسميت العاصمة الجديدة جورج واشنطن، تقديرا لدوره كقائد عسكري ضد الاحتلال البريطاني، حيث كانت قبلها نيويورك هي العاصمة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية. ولا تتبع واشنطن دي سي لأية ولاية أمريكية ويعني دي سي ( ديستريكت أوف كولومبيا) مقاطعة كولومبيا، فهي تحت إدارة حكومة بلدية، منتخبة من قبل سكان المدينة، وتحت إشراف مباشر من الكونغرس.

أنشئ الكابيتول هيل سنة 1808، وكان في بادئ الأمر صغيرا ومكونا فقط من جناح واحد مخصص لمجلس النواب، لكنه شيئا فشيئا تمت إضافة أجزاء إليه وإضافة تعديلات على أخرى، وتم بناء جناح مجلس الشيوخ ، حتى اكتمل على الشكل الذي يوجد عليه الآن.
لكن للكونغرس جانب مخيف، لن يطلعكم عليه دليلكم السياحي إلا إذا كان يحب قصص الأشباح واللعنات. فعندما اختلف مشرف البناء، جون لينثال، مع المهندس بي. هنري لاتروب، حول تشييد سقف الغرفة المعروفة حالياً بـ"غرفة المحكمة العُليا القديمة"، انهار السقف على لينثال، ليلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يردد لعناته على المبنى. كما أصيب جون كوينس آدامز، بنوبة قلبية في الغرفة التي تعرف الآن بـ"بهو التماثيل." وذلك أثناء إلقائه لكلمة للتنديد بحرب المكسيك، في أعقاب انتهاء فترة رئاسته.

كما يجوب غرف الكابيتول ليلا شبح جيمس غارفيلد، عضو مجلس النواب السابق، والذي اغتيل في أعقاب اختياره رئيساً بأربعة أشهر.
إضافة إلى شبح بيير تشارلس لونفانت، المهندس الفرنسي الذي صمم مدينة واشنطن، والذي توفي وهو في حالة فقر كبير ومرارة بالغة جراء المعاملة المهينة التي لقيها من الكونغرس، حيث كانوا يعتبرون أنه يعاني من "الفوقية الفرنسية" وعندما توفي دفنوه على عكس وصيته خارج المدينة، وهو يتمشى في المبنى حاملا في يده مخطوطاته الورقية ويهز برأسه.

غير أن من أغرب القصص التي يتم تداولها حول الكونغرس، والتي تحمل في طياتها كثيرا من الحقيقة، هو كون الصحفيون يحاولون تجنب المرور في بهو الكابتيول هيل، حيث توجد بقع سوداء على الدرجات يقال إنها بقع دماء عضو الكونغرس ويليام تولبي الذي لقي مصرعه على يد الصحفي تشارلس كينكيد عام 1890، حيث يقال أن القتيل يشفي غليله من الصحفيين باعتراض طريقهم في الدرج مما يتسبب في تعثرهم.
لكنك لن تشعر بالخوف ولو لحظة واحدة في هذا المبنى الذي تزين جدرانه اللوحات الفنية والزركشات والألوان والثريا الفاخرة والتماثيل التاريخية، والذي يعج بالزوار من سياح وممن ينتظرون صفوفا أمام مدخل مكتب هذا النائب أو ذاك لمناقشة مشاكل مدينتهم وإقناعه بعرضها في إحدى جلسات الكونغرس.


Oct 22, 2008



أن تكون أمريكيا في ميامي لا يعني بالضرورة أن تتكلم الإنجليزية


ميامي - سهام إحولين


ما أن نزلت من الطائرة القادمة من واشنطن، ووطئت قدمي مطار ميامي حتى شعرت بروح جديدة مختلفة تجعلك تدرك أنك انتقلت من واشنطن دي سي العاصمة بسكانها ذوي الأحذية البراقة الممسوحة بعناية إلى فلوريدا، "ولاية الشمس المشعة" وأكبر مدنها ميامي، "عاصمة أمريكا اللاتينية" بكل ما للكلمة من معنى.


الاسبانية في كل مكان من حولك. في المحلات الصغرى والكبرى، في الأسواق، الفنادق، المطاعم، سيارات الأجرة، الحافلات ... تحس وكأنك في دولة أخرى غير الولايات المتحدة الأمريكية، لولا ناطحات السحاب وبعض الكلمات الانجليزية، التي تذكرك أنك لا زلت في أمريكا.


الاسبانية هنا هي اللغة الأولى في المحطات الإذاعية والتلفزيونية والصحف، واللغة الأولى التي يحدث بها معظم الناس في ميامي. هناك من يعيش في المدينة لأكثر من ثلاثين سنة دون أن يتقن كلمة واحدة باللغة الإنجليزية. خصوصية ميامي هذه أدهشتنا جميعا. كنا نعلم أن الاسبانية موجودة في ميامي لكننا لم نكن نعلم أنها متواجدة بهذه القوة لدرجة هزيمة الإنجليزية، اللغة الرسمية للبلاد.


يعتبر الأمريكيون من أصل لاتيني، والذين يطلق عليهم لقب "اللاتينوس" أو "الهيسبانيكس" أكبر أقلية في ولاية فلوريدا، وذلك وفقا لآخر البيانات الإحصائية التي قام بها مكتب التعداد الأمريكي. وقد زاد عددهم بنسبة 70.4 في المائة، حيث انتقلوا من1.6 إلى 2.7 مليون لاتيني ما بين 1990 و2000، بمعدل نمو أكثر مرتين من معدل نمو الأمريكيين الأفارقة الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون.


كما أن المرشحون والسياسيون وقادة الأحزاب ووسائل الإعلام يتحدثون باستمرار عن الأمريكيين من أصل لاتيني ولمن سيصوتون وعن مدى أهمية تصويتهم وهل من شأنه أن يغلب كفة جون ماكين الجمهوري أو باراك أوباما الديمقراطي في انتخابات نونبر في البيت الأبيض.
في ميامي، يعتبر الأمريكيون من أصل كوبي الجالية اللاتينية الأولى في المدينة، حيث بدؤوا يهاجرون إلى ميامي التي لا تبعد إلا بـ 320 كيلومتر عن كوبا، منذ تولي فيديل كاسترو زمام الحكم في هذه الأخيرة سنة 1959، حيث يحصل الكوبي ما أن تطأ قدمه التراب الأمريكي على اللجوء السياسي ما أن يقدم نفسه لأول شرطي يصادفه عند الشاطئ.
خصوصية ميامي هذه خلقت لها مؤيدين ومعارضين. منهم من يرى أنها وضعية طبيعة بسبب العدد المتزايد للهيسبانيكس في البلاد وأنه دليل نجاح التعايش، ومنهم من يرى أن هناك "خطر لاتيني" يلقي بظلاله على البلاد كلها وأن ميامي تحولت إلى كوبا، ويتساءل ما إذا كان " على آخر الأمريكيين الذين يتركون ميامي أن يحضر معه العلم الوطني".


هلين أغيرا فري، صحفية بجريدة دياريو دي لاس أميريكاس ( يومية الأمريكيتين)، الناطقة باللغة الاسبانية التي تملكها عائلتها القادمة من نيكاراغوا، لا ترى ما يقلق من الانتشار الكبير للغة الاسبانية، حيث قالت في حديث لـ"المساء": " ما الذي يمنع من أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية متعددة اللغات. أعتقد انه كلما كان عدد اللغات التي نتعلمها أكبر، كلما كانا أغنياء ثقافيا ومنفتحين أكثر على الآخرين".
وأكدت فيري على أن أمريكا هي عبارة عن " سلطة كبيرة واحدة، لكنها في الوقت ذاته، تحتوي على مكونات مختلفة. ليست اللغة التي أتحدث بها هي التي تجعل مني أمريكية".


وعن انعكاسات جو اسباني مائة بالمائة على اقتصاد البلاد، سألنا ماركو روبيو، المتحدث باسم مجلس نواب ولاية فلوريدا، الذي قدم والداه للعيش في ميامي في خمسينات القرن الماضي من كوبا، والذي أجاب بابتسامة: "هذا بلد يزوره الناس للسياحة وللأعمال التجارية. ونحن نحاول أن نروج لهم أن ميامي، هي عاصمة أمريكا اللاتينية، وأنه باستطاعتهم القيام بأعمالهم المصرفية والاستثمار والعمل هنا. لذلك فعليك أن تجعل من السهل عليهم التعامل بلغتهم الأصلية. فالاسبانية هي السبب الذي يجعل الناس تحب القيام بأعمالها في ميامي، حيث بإمكانهم التحدث بدون أي مشكل مع المصرفيين، والنادلين في المطاعم ، والمحامين والأطباء والمهندسين وأيا كان."


أما صامويل هنتغتون، الأستاذ المتخصص في الدراسات الإستراتيجية في جامعة هارفارد وصاحب نظرية "صدام الحضارات"، فيرى في مقاله الجديد الذي جاء تحت عنوان:"التهديد اللاتيني"، أن الوضعية في ميامي هي لا تتعدى كونها " وهم الأمة المتماسكة".
وأكد هنتغتون أن الإسبانية أخذت تنضم إلى لغة واشنطن وجيفرسون ولنكولن وروزفلت وكنيدي ، على أنها لغة الولايات المتحدة، " وإذا ما تواصل هذا الاتجاه فان الانقسام الثقافي بين اللاتينيين والإنجلونيين، يمكن أن يحل محل الانقسام العرقي بين البيض والسود."


واعتبر هنتغتون أن " السيطرة الكوبية واللاتينية على ميامي هي التي جعلت الأنجلو سكسونية يشعرون بأنهم أقليات يمكن تجاهلها، وكان أمامهم واحد من ثلاثة خيارات : إما قبول وضعهم كأقلية تابعة خارجية، أو تبني أخلاقيات وعادات اللاتينيين ولغتهم والانصهار في الجالية اللاتينية، أو ما يسمى "الانصهار الثقافي المعكوس" ، أو ترك ميامي والذهاب للعيش في مدينة أخرى".
فيما تأكد هلين أغيرا فري أن "القيم وليس اللغة هي التي تجعلنا أمريكيين. فيمكنني أن أتحدث الإنجليزية في أي مكان آخر وأن لا أكون أمريكية".

Oct 19, 2008




السراويل المنخفضة ... قصة قادمة من أمريكا


ميامي - سهام إحولين


روايات كثيرة تحاول إيجاد تفسير لقيام السود الأمريكيين بارتداء السراويل المنخفضة التي تظهر الملابس الداخلية لمرتديها. وخلال بحثي عن الحقيقة في شوارع واشنطن دي سي وميامي التي بدا لي فيها ارتداء هذا النوع من السراويل منتشرا، ليس فقط بين أصحاب البشرة السمراء، لكن أيضا بين محبي الهيب هوب والراب من اللاتينيين والبيض، قابلت إدوارد، طالب جامعي يدرس العلوم السياسية ويقطن واشنطن، الذي أكد أن نوع السروال الذي يرتديه هو عبارة عن طريقة مبتكرة للاحتجاج على الظلم الاجتماعي الذي يعاني منه السود، فهو " ليس مظهرا من مظاهر حب الهيب هوب بل يرجع أصله إلى صورة نشرتها إحدى الصحف لأحد السجناء الذين كانوا يرغمون على العمل الشاق في مزارع القطن، خلال فترة اضطهاد السود، حيث أصبح ذلك السجين نحيلا جدا لدرجة أن خاصرته لم تعد تقوى على حمل السروال، لذلك أصبح ارتداء هذا النوع من السراويل رمزا للاضطهاد والثورة على الظلم".


في حي آخر مختلف بالمدينة نفسها، كانت سيارة الأجرة التي استقليتها واقفة في عند الإشارة الحمراء، مر أمامنا شاب أسود يرتدي سروالا منخفضا جدا لدرجة أن ملابسه الداخلية البيضاء واضحة للعيان، تتدلى من رقبته مجموعة من السلاسل اللامعة الكبيرة. كان الشاب يعبر بصعوبة الشارع وهو يمسك بسرواله. نظر إلي سائق التاكسي وهو يرسم على ثغره ابتسامة سخرية وقال: " إن مثله يشعرني دائما بالتقزز والرغبة بالتقيء. إنه لا يعلم حتى أصل هذا النوع من السراويل"، فسألته: " وما هو أصلها؟"، فأجاب: "ترجع قصة هذه السراويل إلى السجون الأمريكية حيث كان ممنوعا على السود لبس الأحزمة خوفا من استخدمها في الاعتداء على المساجين الآخرين أو شنق أنفسهم بها، وانتقلت هذه الطريقة في اللبس من السجون إلى الأحياء السوداء ثم تبناها مغنو الراب والهيب هوب لتصبح رمزا لهم".

في ميامي، المدينة اللاتينية التي "لا تغرب فيها الشمس أبدا" حسب سكانها، يعتبر لفت الأنظار والتباهي من خلال كشف الملابس الداخلية أمام العموم عن طريق لبس هذه السراويل المنخفضة مرفوضا في ولاية فلوريدا كلها، وقد قال أحد مسؤولي المدينة في هذا الصدد: " من الأفضل أن يخلعوا سراويلهم بالكامل ويرتدوا بدلا عنها البدلات الرسمية"، مضيفا:" إن قمت بكشف الأعضاء الخاصة من جسمك، فسيتم تغريمك بمبلغ 500 دولار أمريكي وسيغامر من تسول لهم أنفسهم مخالفة القانون الجديد الذي وافق عليه مجلس شيوخ الولاية، باحتمال سجنهم لفترات قد تصل إلى ستة أشهر".

كلامه هذا أثار حفيظة السود والمعجبين بهذا النوع من الموضة، واتهموه بـ"العنصرية" و"التحامل على السود"، مما دفعه للرد عليها بقوله: "لست ضد السود على الإطلاق. إن إظهار جزء من الثياب الداخلية والخروج علنا بشكل شبه عار، أمر منافي للقانون...إننا لا نمنع ارتداء السراويل المنخفضة، ولكن على من يرتديها أن يغطي ثيابه الداخلية بقميص طويل".
ربما اقتنع باتريس، ذو الأصل الهايتي، الذي كان يتجول مع والدته قرب ميامي بيتش، بهذا الطرح، مما جعله يطبقه ويرتدي مع سروال جينزه المنخفض، قميصا أزرقا طويلا. يقول باتريس أن هذا الأمر جعله يوفق بين رغبته في ارتداء ملابس على الموضة مثل أصدقاءه في الحي وفي الدراسة، وبين تحقيق شيء من الاحتشام واحترام الآخرين. " أكد لي والدي مرارا أن لبس هذا النوع من السراويل كان يرتديه المساجين السود لبعث رسالة للآخرين بأنهم يمارسون الدعارة ... لم أصدقه في البداية، وظننت أنه يريد فقط منعي من ارتدائها، لكنني سمعت نفس الشيء من مدرسي في الفصل ومن بعض أصدقائي. هذا الأمر مقزز، لكن معظم أصدقائي يرتدونه، وهذا يشكل ضغطا علي .. علي تقليدهم وإلا اعتبرت خارج الموضة وخارج العالم المتحضر
".

Jun 17, 2008



الأفلام الهندية...السحر القادم من الشرق


سهام إحولين



يحبها وتحبه
تغني له ربع ساعة
يغني لها ربع ساعة
فجأة كل الذين حولهم يبدؤون بالرقص.. وتظهر أصوات الموسيقى في الجبل
يغضب والد البنت لأنها أحبت شخصا فقيرا، ولذلك يقوم بحبسها
يأتي حبيبها إلى نافذتها
يغني لها ربع ساعة
تغني له ربع ساعة
وفجأة يبدأ حراس المنزل ووالد البنت بالرقص
تأتي صديقة البنت لتزورها في غرفتها … وتسألها عن حبيبها
عندها تغني البنت وصديقتها ربع ساعة
يسمع الأب ابنته وهي تغني، فيرق لها ويعفو عنها
يتجه الأب لبيت حبيبها ويطلب منه أن يزور ابنته ويوافق على زواجهم
يهرول الحبيب فرحان إلى حبيبته
يغني لها ربع ساعة
تغني له ربع ساعة
ويبدأ خدم البيت بالرقص
يعود ابن عم البنت من الخليج حيث كان يعمل
لا يعجبه الوضع .. فيقوم بقتل حبيب الفتاة
تبكي البنت على قبر حبيبها
ثم تغني بحزن ربع ساعة ثم تموت …
لكن الفيلم لم ينته بعد
فروح الحبيبة وروح الحبيب تجتمعان بشكل خيالي وتغنيان ساعة ونصف.
أضف إلى هذه القصة الكلاسيكية الألوان الزاهية، والموسيقى التي تارة تكون راقصة وأخرى تراجيدية، والمناظر الطبيعية الخلابة، حزينة، نهاية تراجيدية ودموع كثيرة تنهمر على خد المشاهدين. هكذا يمكن تلخيص الخلطة السحرية للأفلام الهندية التي كانت تعرض في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي في القاعات السينمائية المغربية ممتلئة بالمتفرجين وخاصة الإناث منهم. الفيلم الهندي، ورغم الأزمة الذي تعرفها القاعات السينمائية، ما زال الأكثر ولدى أبطاله أمثال شاروخان، اشوريا راي، واميتان باتشان، لهم شعبية مهمة لدى الجمهور المغربي.

غير أن النظرة إلى جمهور الفيلم الهندي تغيرت في أيامنا هذه، وأصبح من يعترف بأنه من عشاق "لهنود" كمن يعترف بسذاجته وقلة ذوقه، هذا إذا لم يواجه اعترافه بكلام من قبيل: " لهنود ما تيعجبو غير الشمكارا"، أو نكت من قبيل: " شريط فيديو وقع من طيارة لكنه لم ينكسر. لماذا؟ لأنه يحتوي على فيلم هندي"، وذلك رغم أن الهند أول بلد منتج للسينما في العالم بأكثر من 800 فيلم سنويا.
لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن جمهور الأفلام الهندية لا يقتصر فقط على "الشمكارا"، فهناك عدد من التلاميذ والطلبة الجامعيون، والموظفين والمهندسين والأطباء وغيرهم، والذين أدمن بعضهم هذا السحر القادم من الشرق.

" أنا مدمنة على أفلام بوليود منذ أكثر من عشر سنوات. شاهدت عددا كبيرا منها...أحب العالم الخيالي الذي أسافر إليه كلما شاهدت فيلما هنديا..أحب الموسيقى "بوهوت" ( كثيرا) ...وأحب كل أفلام شاروخان ...كلها "بوهوت أتشي" ( جيدة جدا)" تقول مريم، 34 سنة، مهندسة معمارية، بنبرة فرحة. لم تعد مريم بحاجة إلى الترجمة العربية لمشاهدة الفيلم، فهي أصبحت تستطيع مشاهدة الفيلم باللغة الهندية وحدها. كل شيء في مريم يدل على أنها فعلا تحت وقع السحر الهندي، فهي تستخدم عبارات هندية في حديثها اليومي، وتحرص على اقتناء اللباس الذي يشبه لباس ممثلاتها المفضلات. حتى الألوان الزاهية الحاضرة بقوة في الأفلام الهندية، فقد حرصت مريم على أن تكون حاضرة في لباسها اليومي. " ما زال فكرة أن السينما الهندية سينما ساذجة هي الطاغية في أذهان الكثير من المغاربة، رغم أن الدول الأوروبية أصبحت منذ مدة تعرض هذه الأفلام على قنواتها، وأصبحت هذه الأفلام تشارك في المهرجانات السينمائية عبر العالم، كما أنها شاركت أكثر من مرة في مسابقة الأوسكار الأمريكية"، توضح مريم بجدية، تجيب على هاتفها النقال الذي كان يرن على موسيقى فيلم " جوم برابر جوم" من أحدث أفلام النجم أميتاب باتشان وابنه، ثم تضيف: " الأفلام الجديدة تختلف تماما عن القديمة. فلم تعد قصة الفيلم تقتصر على قصة البنت الغنية التي تحب الشاب الفقير، فالقصة أصبحت الحبكة الدرامية أكثر تعقيدا، تتشكل بهاراتها أساسا من المشاكل الاجتماعية، والنزاعات السياسية. قصصها تخرج المشاهد من عالمه الضيق إلى رحاب عالم جذاب مليء بالرقص والموسيقى. إن الأفلام الهندية في نظري أفضل من الأفلام الأمريكية لأنها تعالج المشاكل الأسرية الواقعية والقريبة من القيم والأخلاق المغربية".

رغم أن الفتيات والسيدات هن الجمهور الأول للأفلام الهندية بسبب قصصها المؤثرة الرومانسية، إلا أن هناك عددا من الشباب الذين يحبون الهند وأفلامها لدرجة جعلت أحدهم يسافر للهند ويمكث بها أكثر من سنتين قبل أن يعود إلى المغرب. هذا الشاب اسمه خالد، 27 سنة، مستخدم، يقول: " لي تاريخ مع الأفلام الهندية ... فهي أفلام الطفولة .. تطورت معي .. مع تطور عمري .. حتى وصلت ما وصلت إليه الآن. من شدة شغفي بها، سافرت إلى الهند ومكثت في مومباي، عاصمة بوليود، كما يقارب السنتين، كنت أطمح لأن أصبح ممثلا، لكن رغم معرفتي باللغة الهندية إلا أنني لم أستطع أن أحقق هدفي، فقررت العودة إلى المغرب".

لكن خالد لم يخبو عنده حبه للهند وموسيقاها التي لا يطربه غيرها وأغانيها التي يحفظ العديد منها ولغتها التي أصبح يتقنها وأفلامها وممثليها الذين يعتبرون آلهة في بلدهم، فهم ما يزال يحلم بها ويحبها. "هناك الكثير من الروائع في الأفلام الهندية.. سواء القديمة منها أو الحديثة لكنني أفضل نجوم السبعينات .. مثل اميتاب باتشان .. فيروز خان .. دارمندرا .. فينود كانا أفلامهم كانت ولا أروع .. مثل الشعلة .. كورباني .. مارد .. تعتبر هذه كلاسيكيات السينما الهندية" يقول خالد بشغف واضح.

أول فيلم هندي عرض في المغرب كان بعنوان " ذهب مع الريح"، وقد تم عرضه في سينما "ريكس" بطنجة سنة 1955. خصومها اعتبروها مفسدة للذوق وغير ذكية، وهو ما يألم مريم وخالد اللذين ينفيان ذلك ويؤكدان أن لها الفضل في عدم إغلاق قاعات السينمائية لحد الآن.
وجد خالد ومريم طريقة لمشاهدة أفلامهم المفضلة، التي لا يوجد معظمها في السوق، وذلك عن طريق جلبها مباشرة من الهند عن طريق أصدقاء لهم هناك. كما أنهم يتابعون ما يجري من أحداث في الهند، وعلى علم بتفاصيل النزاع حول كشمير بين الهند وباكستان، وكيف كانت الهند وباكستان وبنغلاديش بلدا واحدا قبل الاحتلال البريطاني، ويحبون ماهاتما غاندي، ويحفظون عن ظهر قلب معظم مقولاته.

المواقع والمدونات المخصصة لعشاق الأفلام الهندية وأخبار الممثلين والممثلات تتناسل على شبكة الانترنت ومعظمها تم خلقها من طرف مغاربة. هذا الحب، يجد تفسيره حسب المنتج الهندي كومار مانغات، في أن "المجتمعين المغربي والهندي لديهم القيم الثقافية نفسها، ويواجهون المشاكل نفسها"، فيما يرى المخرج فيشال باردفاج، أن "شعبية الأفلام الهندية والتجارب الناجحة للعديد من السينمائيين العالمين الذين قاموا بتصوير أفلامهم في المغرب، تغري المخرجين والمنتجين الهنود بالتصوير في المغرب".

" استطاعت الهند عبر أفلامها اختراق الحدود والمسافات الجغرافية والثقافية واللغوية، واستطاعت أن تطيح بالفيلم الأميركي التي يحرض على العنف، في حين أن الفيلم الهندي يدافع في عمقه عن الأخلاق وتماسك الأسرة واحترام الوالدين. أتمنى أن تستفيد أفلامنا المغربية من تجربة بوليود"، يقول خالد، قبل أن يجمع يديه المبسوطتين الاثنتين على الطريقة الهندية ويقول " ناماستي".

Jun 5, 2008




«ألو. كيف حالك يا صديقي؟ (...) هل نلتقي؟... يوم الخميس مساء؟ على أي ساعة؟ السادسة بالتوقيت القديم أو بالتوقيت الجديد؟» يقول سمير، 37 سنة، سائق سيارة أجرة، لصديقه في مكالمة هاتفية عبر هاتفه النقال. المغاربة على العموم ما زالوا يتحدثون عن «التوقيت القديم» و«التوقيت الجديد». منهم المؤيدون لزيادة ستين دقيقة في التوقيت، ومنهم المعارض والمنتقد ومنهم من يقف موقف الحياد، ومنهم من على علم بالأسباب ومنهم من يجهل بذلك. «أنا بعدا جاتني مزيانة هاد الزيادة ديال ساعة» يقول محمد، صاحب محل لبيع المواد الغذائية، وهو يرسم ابتسامة على ثغره، يلبي طلبية أحد الزبناء ثم يضيف ساخرا: «النعاسة هم الذين ليس التوقيت في صالحهم، فهم سيجبرون على الاستيقاظ باكرا» يقهقه، «أما بالنسبة إلي فعدد ساعات أكبر من العمل يعني ربحا أكبر». نفس الرضى عن التوقيت الجديد يشاطره إياه خالد، 50 سنة، موظف، والذي اعتبر ذلك فرصة للاستفادة من أشعة الشمس أطول مدة ممكنة. « يظن أغلب الناس أن زيادة هذه الساعة قد قلصت من ساعات نومهم، لكن هذا غير صحيح. فهم ببساطة سيستيقظون ساعة أبكر مما اعتادوا عليه، لكنهم في الوقت ذاته سينامون ساعة أبكر من موعد نومهم». لكن فاطمة، 26 سنة، موظفة، لا توافق خالد على هذه النقطة الأخيرة، فهي اعتادت النوم في التاسعة والنصف، ولا يمكنها ذلك اليوم بسبب ضرورة أدائها لصلاة العشاء على الساعة العاشرة والربع وبعدها فقط يمكنها النوم، أي ساعة بعد الموعد المعتاد. تقول: «لا اعلم سبب هذا القرار المفاجئ بزيادة ساعة. لا أجد مبررا لذلك، إنهم يربكوننا فقط».
أما المعطي، 75 سنة، صاحب مخدع هاتفي، فيرفض زيادة ساعة لأنه لم يستوعب مغزاها. «كيف سنوفر الكهرباء إذا قمنا بتقديم ساعة من الزمن. لم أفهم شيئا. أنا أرفض القيام بذلك فقط لأن أحد المجانين اقترح ذلك وتمت المصادقة عليه».
للمدونات المغربية رأي في الموضوع
انتقاد زيادة ستين دقيقة في التوقيت المغربي وجد صداه أيضا في البلوغوما (المدونات المغربية على شبكة الانترنت)، فـ«مدونة عصام» اعتبرت أن المواطن البسيط ليس مهتما بشكل كبير بمسألة الأسباب والدوافع، «بقدر ما هو مهتم بمشكلة ساعته ومواعيده. أما «أنصاف المثقفين» فقد ارتموا مباشرة في أحضان انتقاد المسألة على اعتبار أنها لن تفيد في شيء، وهذا فقط لأنها مقترح حكومي». وساق المدون حوارا دار بينه وبين أحد أصدقائه حول الساعة الإضافية يوم السبت الماضي: «إذن علينا أن نضيف الساعة غدا؟ - كلا يجب أن تضيفها اليوم في منتصف الليل.. - علينا أن نسهر حتى منتصف الليل؟ - إذا كنت لا تريد ذلك فيمكنك أن تنتظر إلى الغد! - لكنني غدا لن أتمكن من الاستيقاظ في الوقت المألوف.. - بأية ساعة سنعمل الآن؟ الساعة القديمة أم الجديدة؟ أظن أن هذا سيشكل مشكلة في المواعيد مثلا. فسيسألك من تضرب له موعدا إن كان بالتوقيت القديم أو الجديد. - لا يوجد توقيت قديم أو جديد.. هو توقيت واحد. السابعة هي السابعة والثامنة هي الثامنة. - أنا سأحتفظ بساعة هاتفي النقال على التوقيت القديم وأضيف ساعة إلى ساعة يدي..».
أما صاحب مدونة Passion Technologeekفقد أضاف ستين دقيقة لساعاته وهاتفه النقال وحاسوبه الشخصي منذ الجمعة مساء، والسبب رغبته في أن يتوفر على وقت أطول للتأقلم مع الوضع الجديد، والنتيجة: « النجاح». في حين أن صاحب مدونة «Foolish Xperience»، أبدى تعجبه من أن أذان صلاة المغرب يتم رفعه حاليا حوالي التاسعة مساء، مضيفا: « لا تنسوا أننا على هذا الأساس لن نخرج من الماء في شاطئ سيدي بوزيد إلا في التاسعة والنصف مساء. أوااه». ويتساءل عما ستؤول إليه الأمور عندما سيأتي رمضان في فصل الصيف، «يجب أن نبدأ التدرب على الأمر من الآن، وإلا فعلينا إعداد حقائبنا والسفر إلى بلد آخر حيث التوقيت هو غرينتش ناقص ساعتين أو ثلاث». ومن جانبها، انتقدت مدونة «أغراس» التوقيت الجديد في العمق، حيث شككت في كون القرار الحكومي لم تسبقه دراسة، بل تم اتخاذه على عجل وتم توقيعه وتطبيقه. ويرى صاحب المدونة أن زيادة ساعة ليست قرارا حكيما، ولن يؤدي تطبيقه إلى النتائج المرجوة أي التقليص من فاتورة الكهرباء، موضحا: «يجب أولا خفض الفواتير الخيالية لبعض الإدارات المغربية، وترشيد استهلاك الكهرباء فيها».

Jun 3, 2008



Into the wild : Le voyage vers la liberté absolue

J’ai entendu parler de ce film de Sean Penn, et j’ai voulu absolument le voir. Je viens de le faire et j’ai voulu partager avec vous le plaisir de voir ce film. Un film de réflexion profonde sur la vie, le bonheur et la liberté et la solitude.

Synopsis
Tout juste diplômé de l'université, Christopher McCandless, 22 ans, est promis à un brillant avenir. Pourtant, tournant le dos à l'existence confortable et sans surprise qui l'attend, le jeune homme décide de prendre la route en laissant tout derrière lui. Des champs de blé du Dakota aux flots tumultueux du Colorado, en passant par les communautés hippies de Californie, Christopher va rencontrer des personnages hauts en couleur. Chacun, à sa manière, va façonner sa vision de la vie et des autres. Au bout de son voyage, Christopher atteindra son but ultime en s'aventurant seul dans les étendues sauvages de l'Alaska pour vivre en totale communion avec la nature.

Un film magnifique et bouleversant qui ne laisse pas indifférent. Un film profond. Oui, j’ai aimé …j’ai adoré. J’ai passé 2h 27min de plaisir. Le jeu d’acteurs est superbe, et la réalisation de Sean Penn est un « master piece ».

Ma note 10/10 ( sans hésiter)

Jun 1, 2008


المغرب والجزائر يتوحدان ... في التوقيت
"مغامراتي" في أول يوم من التوقيت المزييف



بدءا من اليوم فاتح يونيو وإلى غاية السابع والعشرين من شتنبر القادم، تخلى المغرب عن التوقيت العالمي الموحد وذلك بزيادة ستين دقيقة ، ليصبح بذلك التوقيت غرينيتش+ ساعة بالنسبة لكل من المغرب والجزائر


ضبطت عقارب كل ساعاتي، مساء أمس السبت، منذ العاشرة مساءا ولم أنتظر منتصف الليل للقيام بهذه المهمة الصعبة التي كان معناها بالنسبة لي هو الاستيقاظ في اليوم الموالي ساعة قبل موعد استيقاظي الذي تعودت عليه للذهاب إلى العمل ككل يوم أحد


خرجت من المنزل في التاسعة صباحا بالضبط. كانت الشوارع شبه خالية، وحركة المرور تكاد تكون منعدمة، وهو أمر غير مألوف في مثل هذه الساعة. عندها تذكرت أنها الثامنة صباحا "في الحقيقة". إننا كمن يعيش في كذبة كبيرة. ربما لأنه اليوم الأول وأنا لم أتعود بعد على تزييف الساعة


وصلت إلى مقر عملي في التاسعة والنصف، فوجدت الباب مغلقا. بحدث عن المفتاح لكنني لم أجده. جلست على الدرج انتظر زملائي. لكن كان جليا أن زيادة 60 دقيقة في ساعات المغرب لم يؤثر بعد على ساعاتهم البيولوجية، لأنهم لم يظهروا إلا بعد العاشرة، أي التاسعة حقيقة


الساعة البيولوجية للمغاربة لم تتأقلم بعد مع التوقيت المغربي. ربما يلزمنا مزيد من الوقت. ربما أسبوع. حسب موقع "بي بي سي" فإن الساعة البيولوجية للجسم آلية شديدة الحساسية قادرة على استشعار التغيرات في البيئة المحيطة به، وتقوم بتنظيم عدد من وظائف الجسم المتباينة كالنوم والتمثيل الغذائي والسلوك. ويقدر بأنها تقوم بتنظيم عمل ما يصل إلى 15% من المورثات في الجسم.
ويؤثر الاضطراب في نظام هذه الوظائف بشكل كبير على صحة الإنسان، ويمكن ربطه بالأرق، والاكتئاب، وأمراض القلب، والسرطان، واختلال الجهاز العصبي.
سأنتظر حلول المساء لمعرفة مدى صحة هذه المعلومات. فربما أصبت بالأرق أو الإكتئاب !!!

May 30, 2008




هذا يحصل في المغرب!!
هل نحن فعلا مواطنين في هذه البلاد؟ هل نحن فعلا مواطنون لدينا حقوق قبل أن تكون علينا واجبات؟ هل نحن فعلا مواطنون محفوظة كرامتهم في بلاد تدعي أنها بلاد "الحق والقانون وحقوق الإنسان"؟




"
شاهدتم كما شاهد ملايين المغاربة صورة الصبي الرضيع وهو على ظهر امرأة ساقطة وإياه تحت قدمي رجل أمن، وكأن المشهد ينقل لنا مشاهد من حياة نساء وأطفال فلسطين وهم يعانون الاحتلال والبطش الإسرائيلي.



ليست الصورة من فلسطين المحتلة أو من العراق الممزق بالاحتلال الأمريكي، بل إنها صورة جريدة "المساء" ليوم الأربعاء 28 ماي الجاري وقد نقلها المصور السيد سلماوي والذي يستحق عليها وساما مهنيا من أعلى الدرجات. إنكم وزير الداخلية المسؤول الإداري والقانوني عن تصرفات رجال الأمن، وبالتالي مسؤولون عن أقبح هوية تقدمها أجهزتكم بواسطة أحد موظفيها بمناسبة العيد الوطني لحقوق الطفل، ومسؤولون عن أقسى عقوبة تتعرض لها امرأة عزلاء لا تحمل قنبلة أو سوطا أو سلاحا أو حجرا من طرف رجل أمن



إن اسمكم كوزير للداخلية بالمغرب ومعه الصورة الفاجعة سيجوبان العالم عبر الأنترنت، وبذلك ستتقلدون من طرف الحركة الحقوقية النسائية العالمية، ومن طرف من يخلدون الإعلان العالمي لحقوق الطفل معنا اليوم، مثل اليونيسكو والمرصد الوطني لحقوق الطفل ومئات الملايين من الأمهات، قلادة منتهكي حقوق الأطفال وممارسة التعذيب والإهانة ضد النساء



إنكم كوزير للداخلية، ملزمون حسب مسؤوليتكم أن تقدموا الاعتذار علنا للمغاربة وللرضع وللمرأة جدة أو أما أو...
وأن تتخذوا الإجراءات الإدارية والمسطرية ضد من سمحت له سلطته أن يظهر كالأسد المفترس وقد استطار شرا وهو يجمع فريستين في لحظة واحدة
"
مقتطفات من مقال لعبد الرحيم الجامعي - نقيب المحامين المغاربة

May 15, 2008


نائبة برلمانية مغربية تروي تفاصيل محاصرتها في بيروت


الرباط – سهام إحولين



تروي البرلمانية المغربية عن حزب العدالة والتنمية، سمية بنخلدون، التي ظلت عالقة في العاصمة اللبنانية بيروت، تفاصيل ما عاشته في تلك اللحظات بعدما عادت صباح الاثنين إلى المغرب.
وعلقت البرلمانية المغربية في أحد فنادق العاصمة اللبنانية إثر الاشتباكات المسلحة بين المعارضة والأغلبية، ووصفت الأيام التي قضتها محتجزة " بالعصيبة والحرجة" بفندق Grand Plasa الذي يوجد في منطقة الحمراء ذات الأغلبية السنية، حيث يوجد مقر سكنى كل من سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل ووليد جنبلاط، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وأحد أبرز الزعامات الدرزية في لبنان.
ووصلت بنخلدون إلى مطار بيروت الدولي، مساء الثلاثاء الخامس من ماي على متن طائرة الخطوط الجوية المغربية، وذلك بغرض تسجيل حلقة من برنامج تبثه قناة "العالم" حول الشخصيات السياسية والاجتماعية، على أساس أنها سترجع إلى المغرب الخميس الموالي. وبسبب توثر الأوضاع والشد والجذب بين المعارضة والأغلبية، لم تسجل الحلقة في الأستوديو الذي كان معدا لذلك، بل في استوديو آخر، حيث سجلت الحلقة بدون مشاكل عادت بعدها بنخلدون إلى الفندق.
كان يوم الأربعاء يوم إضراب عام في لبنان، شلت على إثره العاصمة واتسمت الأجواء العامة بالتشنج. "كنت أظن أن الأمور ستنفرج وتهدأ الخميس، لكنني تفاجأت بإغلاق طريق المطار وإغلاق الطريق البرية التي تربط لبنان بسوريا، كما فوجئت بتطويق شباب مسلحين للفندق. كنت أرفع ستار النافذة قليلا لأرمقهم، لأن النظر من النافذة مباشرة يتسم بالخطورة بسبب وجود القناصة الذي يراقبون النوافذ".
كانت البرلمانية تشعر بالخوف لكنها، حسب قولها، كانت تطمئن نفسها بكون هؤلاء المسلحين "لا يستهدفون الأبرياء". كانت تسمع بين الحين والآخر أصوات إطلاق النار. "شعرت حينها بشيء مما يشعر به الفلسطينيون الذين يعيشون يوميا على أصوات القصف وإطلاق النار واجتياح الدبابات. شعرت عندها بالأهمية الكبيرة والحيوية للحرية والشعور بالأمان".
كانت البرلمانية تتابع الأخبار وتطور الأحداث في القنوات اللبنانية والعربية في التلفاز في غرفتها بالفندق. "كنت أتسائل حينها إلى متى ستبقى الحدود مغلقة، وإلى متى ستستمر الاشتباكات المسلحة، وعن مدى أمان الفندق الذي أنزل فيه، والذي لم يستطع عدد كبير من مستخدميه من الالتحاق بعملهم بسبب الأوضاع".
اتصلت بالسفارة المغربية في بيروت لطلب المساعدة، لكن السفارة اقترحت عليها استئجار سيارة أجرة وتدبر أمورها ومحاولة الوصول إلى سوريا عبر الطريق البرية، وهو الأمر الذي يعتبر، حسب بنخلدون "مغامرة حقيقة" لكون الحدود مغلقة بين البلدين والطريق تم قطعها من طرف المسلحين.
مغامرة خروجها من لبنان كانت محفوفة بالمخاطر، تقول: "قررت يوم الجمعة، أنا وطاقم الطائرة، الخروج من لبنان بعد أن سمعنا بوجود هدنة، فاتصلنا من الفندق بسيارة أجرة وخرجنا. الشبان المسلحون كانوا في كل مكان حول الفندق، وكانوا يشيرون بأيديهم إلى علامة الانتصار، فيما كانت بعض المسلحين يطلقون النار في الهواء تعبيرا عن فرحهم بالانتصار الذي حققوه".
وبعدها ركبوا في سيارة الأجرة التي سلكت طريقا ثانويا للوصول إلى سوريا. وقد استغرقت الرحلة من بيروت إلى دمشق حوالي 12 ساعة دون توقف. "كانت رحلة مرهقة للغاية، كنا نتنقل من سيارة أجرة إلى أخرى دون أن يتسنى لنا الوقت للأكل أو أخذ ولو قسط بسيط من الراحة". مكثوا الليلة في دمشق لعدم وجود طائرة ذلك اليوم من دمشق إلى القاهرة. وفي الغد، سافروا في الطائرة من دمشق إلى القاهرة، ثم من القاهرة إلى المغرب.
عندما تتذكر سمية بنخلدون، اليوم، الأيام والساعات العصيبة التي مرت بها، تعتبر أنها كانت محظوظة وأنها حظيت بعناية إلهية أحاطتها بأشخاص، كطاقم الطائرة والسفارة المغربية بدمشق، الذين ساعدوها على الخروج من لبنان والوصول إلى المغرب سالمة.

May 9, 2008





سهام إحولين


في ما يوصف بـ«أرذل العمر»، يجد البعض أنفسهم مجبرين على مواصلة العمل، إما لأن تقاعدهم لا يكفي لسد حاجياتهم، أو لأنهم لا يتمتعون أصلا بأي تقاعد. هذه ثلاث حالات معبرة من مدينة الرباط


تعدوا الستين من عمرهم بسنوات، لكن سعيهم وراء لقمة العيش صعبة المنال لم يتركهم ينعمون بالراحة بعد سنوات طويلة من العمل. محمد، خديجة وإدريس متقاعدون منذ زمن، لكن عدم كفاية ما يتقاضونه بعد تقاعدهم، أجبرهم على العمل بعد الستين في مهن بسيطة. محمد يبيع النعناع في السوق، خديجة تحضر الحرشة والرغايف لزبائن المقهى الذي تشتغل فيه، بينما يشتغل إدريس سائق طاكسي. لكل منهم قصته ومعاناته وظروفه الخاصة التي دفعته إلى العمل والكدح.

يستيقظ محمد، الذي جاوز السبعين من عمره بخمس أو ست سنوات، كل يوم بدون استثناء على الساعة الخامسة صباحا، بدون منبه، يحضر فطوره المتكون من قطعة خبز صغيرة وبعض الزبدة وكأس شاي بقليل من السكر، لكون هذا الأخير ارتفع ثمنه للغاية. «ارتفع ثمن كل شيء.. كل شيء أصبح غاليا جدا. لم أعد أستطيع أن أشتري بمعاشي والمبلغ الذي أجنيه من بيع النعناع كل ما أنا بحاجة إليه، ولولا مساعدة بعض الجيران لما استطعت العيش»، يقول محمد، بصوت مرتفع بسبب ضعف سمعه. يقطن محمد، حاليا، في براكة في حي من أحياء الصفيح في العاصمة الرباط، بعد أن ترك شقته التي كان يعيش فيها لأكثر من أربعين سنة مع زوجته، التي توفيت منذ عشر سنوات، وابنه الذي هاجر منذ سبع سنوات بطريقة غير شرعية إلى أوروبا بعد سنوات من البطالة، وابنته التي تزوجت منذ حوالي عشرين سنة وسافرت مع زوجها الذي يعمل في بلجيكا، حيث لا تزور والدها إلا أياما معدودات من شهر غشت كل سنة. انتقل محمد إلى العيش في براكة بعدما عجز عن دفع إيجار الشقة وفاتورة الكهرباء والماء والتي أصبحت فوق طاقته. يعمل محمد كل يوم من السادسة صباحا إلى الثامنة مساء، حيث يجلس في موقعه في السوق ويفرش أمامه ربطات النعناع والشيبة، وينتظر الزبائن الذين يقلون يوما بعد يوم. الساعة التاسعة صباحا، ولم يبع محمد سوى رزمتين من النعناع. يخرج من جيب جلبابه البني المهترئ قطعة صغيرة من الخبز الجاف كانت ملفوفة في منديل أبيض به خطوط زرقاء باهتة اللون، يبللها ببعض الماء حتى يسهل عليه تفتيتها بيده بسبب عجزه عن قضمها بأسنانه التي قل عددها مع مرور الزمن، وأصبح ما تبقى منها قابلا للسقوط في أية لحظة. «هادي هي الدنيا، حتى واحد ما لقاها كي بغاها»، يقول محمد، يتنهد بعمق ثم يضيف: «عملت بجد لسنوات عديدة بدون كلل ولا ملل. تحملت الإهانات والمصاعب لكي أربي أولادي وأسد رمقهم، وكمكافأة على جديتي ووفائي، أتقاضى كل شهر دريهمات لا تكفيني لسداد أجرة البراكة وشراء أدوية الروماتيزم والسكري التي أشتريها بانتظام... الله يسترنا حتى نموتو أو صافي». أثناء كتابة هذا الروبورتاج، علمت «المساء» أن محمد توفي ليلا في سريره. لم يعلم جيرانه بالأمر إلا في مساء اليوم الموالي، عندما افتقده صديقه الحميم «العربي»، الذي يصغره بخمس سنوات والذي اعتاد الدردشة معه، وسأل عنه الجيران، الذين قلقوا لكونه رغم طرقاته المتواصلة على الباب لم يفتح، فكسروا الباب ودخلوا ووجدوه ميتا على سريره المهترئ.


في مكان آخر غير بعيد عن البراكة التي كان يقطن فيها محمد بدور الصفيح، تعمل خديجة التي تبلغ السابعة والستين من عمرها في مقهى، حيث تقوم بإعداد الحرشة والرغايف والملاوي للزبائن الكثيرين مقابل مبلغ زهيد، بينما يعمل زوجها حارسا للسيارات غير بعيد عن المقهى. تعيش خديجة مع زوجها وبناتها الخمس في منزل صغير مع كل من والدة زوجها وأخويه. «مكتاب عليا الشقا، ما عندي ماندير»، تقول خديجة، تقلب الحرشة لتنضج على الجهة الأخرى، وتضيف: «الفقر لا يفرق بين كبير أو صغير، بين متقاعد أو غير متقاعد. الفقر وحش بدون رحمة». تخرج خديجة منديلا أحمر من جيب مريلتها لتمسح به قطرات العرق التي تجمعت على جبينها. تقوم بتقطيع الحرشة أجزاء متساوية، ثم تجلس على كرسي أبيض من البلاستيك، متسخ بعض الشيء، لترتاح بعض الشيء. رغم أن لخديجة خمس بنات، إلا أن اثنتين منهن فقط تشتغلان، الكبرى تعمل كمنظفة في الإدارة نفسها التي كانت تشتغل بها الأم، بينما تشتغل الأصغر كخادمة في البيوت، أما شقيقا زوجها، فالأول يعمل صباغا والثاني بائعا متجولا، لكنهما يتعاطيان الحشيش والقرقوبي.


وبينما تواصل خديجة عملها، رغم آلام الظهر التي تعاني منها، يجوب إدريس، 63 سنة، شوارع الرباط، في سيارة الأجرة بحثا عن زبائن، يمر قرب مجموعة من المتقاعدين يلعبون الضامة، فيقول بنبرة حزينة: «يا ليت بإمكاني أن أشاركهم لعبهم». لا تختلف قصة إدريس، الذي كان موظفا بسيطا بإحدى الإدارات العمومية، عن قصة كل من محمد وخديجة، فثلاثتهم يجمعهم الفقر والحاجة وقلة ذات اليد، وظروف المعيشة القاسية، وثلاثتهم لم يشفع لهم أنهم كانوا في أيام الربيع موظفين حكوميين، فهم الآن في أيام الخريف يتقاضون معاشات زهيدة لا تغنيهم عن السؤال. لكن إدريس، بعد سنة من التقاعد، اضطر للعودة إلى العمل مرة أخرى، بعد أن توفي ابنه الأوسط في حادثة سير، الذي كان هو معيل الأسرة المتكونة من خمسة أفراد، أم مريضة بالسكري، وأب متقاعد، وأخ في السجن وآخر طالب جامعي وأخت تلميذة في الثانوي، بينما سافر الأخ الأكبر منذ سنوات واستقر في فرنسا، لكن المبلغ الذي اعتاد أن يبعث بدأ يقل شهرا وراء شهر حتى انقطع نهائيا منذ أربع سنوات. لم يكن إدريس من النوع الذي يروي قصته بسهولة، فهو من النوع الكتوم الذي تعني كلمة واحدة منه الكثير، حيث تكون مصحوبة بنبرة مترددة ودمعة أراد صاحبها أن تظل حبيسة عينيه. «أدعو الله أن يرحمنا جميعا برحمته الواسعة... ليس لدي شيء أقوله أكثر من هذا»، يقول إدريس بعد أن خانته دموعه التي حاول بكل قوته منعها من النزول على خديه.

May 5, 2008



السلطة الرابعة المغربية مقيدة ودعوات لوقف الحرب عليها


الرباط – سهام إحولين

اليوم العالمي لحرية الصحافة لم يكن عاديًا أبدا بالنسبة للصحفيين المغاربة هذه السنة، التي عرفت ما أسماه البعض "حربا حقيقية على الصحافة المستقلة"، حيث تم اعتقال الصحفيين مصطفى حرمة الله وعبد الرحيم أريري، وإصدار أحكام بالسجن في حقهما، ودخول حرمة الله في إضراب عن الطعام من أجل لإطلاق سراحه، ومحاكمة مجلتي "نيشان" و"تيل كيل" ومحاكمة صحيفة "المساء" وإصدار غرامة في حقها بلغت رقما خياليا بلغ 600 مليون سنتيم.
المهنيون في القطاع الصحفي يعتبرون هذه السنة الأسوأ بالنسبة للإعلام المغربي وأن السلطة الرابعة المغربية مقيدة، فعبد الرحيم أريري، مدير جريدة "الوطن الآن"، أكد في تصريح صحفي على أن اليوم العالمي لحرية الصحافة هذه السنة، يعتبر الأسوأ بالنظر إلى الانزلاقات التي تعرفها الحريات. كما انتقد يونس مجاهد، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إجراءات التضييق على الصحافيين أثناء ممارستهم لمهامهم، موضحا أنهم يقومون فقط بمهامهم في نقل الحقيقة إلى الرأي العام المغربي.
أما الجانب الآخر، المتمثل في الدولة، فهي تفند كل ما سبق، وتنفي وجود حرب على الصحافة المستقلة، مؤكدة على احترامها لحرية الصحافة. جاء ذلك على لسان خالد الناصري، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصريح صحفي حيث قال: " لا خوف على حرية الصحافة في المغرب ولا هي تحزن، فالتوجه الاستراتيجي للحكومة المغربية هو تحصين حرية الصحافة وتوسيعها".
غير أن التضييق والانتهاكات التي تتعرض لها الصحافة المغربية ليست الشيء الوحيد الذي يعاني منه الصحفيون. فقد التقرير السنوي حول حرية الصحافة والإعلام في المغرب للنقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى ضرورة تحسين الأوضاع المهنية في العديد من المؤسسات الصحفية من أجل ضمان تطور عملي مهني وممارسة حرية الصحافة.
كما نادا التقرير، الذي جاء في عشرين صفحة، إلى إصلاح قانون الصحافة وضمان حريتها واعتماد إرادة سياسية واضحة لتفعيل ذلك، إضافة إلى ضمان حق كافة الصحافيين في تغطية أنشطة المؤسسة التشريعية مع تسهيل قيامهم بواجبهم المهني بالبرلمان، وأن ذلك يعد حقا لا يمكن التنازل عنه.
طالبت النقابة أيضا بإلغاء العقوبات السالبة للحرية في كل مقتضيات قانون الصحافة والاستبعاد الكلي لعقوبة المنع من ممارسة المهنة وكذا ضرورة تناسب التعويض عن الضرر في قضايا القذف مع حجم الأضرار التي لحقت بالشخص أو الأشخاص المعنيين إضافة إلى اعتماد قانون الصحافة في كل القضايا المتعلقة بجنح النشر. وفي هذا الصدد، قال يونس مجاهد: " إن التعويضات الخيالية سيء مرفوض. نلمس أن هذا هو التوجه الحالي للسلطة، ونرفضه بدورنا".
ونص التقرير كذلك على أن الحق في الوصول إلى الأخبار يعتبر من أهم مقومات دولة الحق والقانون وركنا أساسيا في نظام الشفافية الذي يميز الأنظمة الديمقراطية, إذ لا يمكن تصور أي ممارسة صحافية وإعلامية جدية بدون تكريس هذا الحق وتنظيمه بقانون ومساطر وإجراءات عملية، مشددا على أهمية تقوية الضمانات الدستورية لاستقلال القضاء واعتماد قضاء متخصص في قضايا الصحافة والنشر.
أما على المستوى الدولي، فمنظمة مراسلين بلا حدود، سبق لها أن صنفت المغرب في المرتبة 106 على مستوى حرية الإعلام ضمن 169 دولة في التقرير الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود لسنة 2008، مشيرة إلى "سوداوية الرؤية" إزاء التقارير الدولية عن المغرب، خصوصا بعد تقرير البنك الدولي حول مستوى التربية، والذي على أساسه احتل المغرب المرتبة الأخيرة، إضافة إلى تقرير التنمية البشرية الذي وضع المغرب في المرتبة 126.
وأوضح تقرير مراسلون بلا حدود إلى تراجع المغرب من المرتبة 89 عام 2002 إلى المرتبة 106 حاليا، مشيرا إلى أن الدولة المغربية استطاعت أن تكمم أصوات الصحافيين الديمقراطيين، مثلما فازت بأغلب القضايا المرفوعة ضدهم، ليس لأنها قضايا عادلة، بل لأنها استغلت النفوذ "كنظام" عبر قانون الصحافة والقانون الجنائي للفوز بتلك القضايا على حساب حرية التعبير والحق في الخبر.

Apr 13, 2008



قانون جديد يعاقب المتحرشين بالنساء في الشارع

قد تصل العقوبات إلى السجن ودفع غرامات مادية كبيرة

الرباط- سهام إحولين

ينتظر أن يناقش البرلمان المغربي في الشهور القادمة، مشروع قانون يجرم التحرش الجنسي بالنساء في الأماكن العمومية، ومكان العمل، كما يعاقب الزوج الذي يضرب زوجته بطرده من منزل الزوجية إلى حين صدور حكم عليه.ويستهدف مشروع القانون وضع آليات قانونية لمحاربة العنف ضد النساء بوضع تعديلات على القانون الجنائي والمسطرة القضائية.ومن أبرز التعديلات المقترحة في مسودة القانون، والتي تم تقديمها في ورشة عمل نظمتها وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، أمس بالرباط، «معاقبة السب وكل تعبير شائن أو محقر أساسه التمييز بسبب الجنس بالحبس من شهر إلى سنتين وبالغرامة من ألف ومائتين إلى خمسين ألف درهم، واعتبار كل إمعان في مضايقة الغير في الفضاءات العمومية بأفعال أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية، تحرشا جنسيا يعاقب عليه بالحبس من شهر إلى سنتين وبغرامة تتراوح بين 1200 درهم و2000 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين». ويعاقب بنفس العقوبة «ارتكاب هذه الأفعال من طرف زميل في العمل، وتضاعف هذه العقوبة إذا كان مرتكب الفعل من الأشخاص المكلفين بحفظ النظام والأمن في الفضاءات العمومية».كما تقترح الوزارة تعديل المسطرة الجنائية، حيث يضاف إليها أنه «يجوز لقاضي التحقيق، إذا تعلق الأمر بسوء معاملة أو عنف ضد امرأة أو طفل، بمجرد علمه بارتكاب العنف أن يأمر بإبعاد مرتكب الفعل عن بيت الزوجية وإرجاع الضحية إليه وضمان بقائها فيه ومنعه من التعرض لها أو الاتصال بها أو بالأبناء، مع السهر على مراقبة مدى التزامه بهذا الأمر، ويظل هذا الأمر ساري المفعول إلى حين صدور الحكم في الدعوى». ويعاقب «كل مخالف لهذا الأمر بالاعتقال من يوم إلى خمسة عشر يوما، وبغرامة من 2000 إلى 5000 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط، وتضاعف العقوبة والغرامة في حالة العود».ومن بين التعديلات المقترحة، الحكم، في قضايا العنف وسوء المعاملة ضد الطفل والمرأة، بمنع الشخص المدان من الاتصال بالضحية لمدة لا تتجاوز خمس سنوات ابتداء من تاريخ انتهاء العقوبة المحكوم بها عليه، وبخضوعه خلال هذه المدة أو أثناء تنفيذ العقوبة السالبة للحرية إذا أمكن لعلاج نفسي ملائم من طرف طبيب مختص، ويجب فحص الشخص المدان كلما رأى الطبيب المعالج ذلك، كل ثلاثة أشهر. كما يعد الطبيب تقريرا عن تطور حالته للتأكد من تقويم سلوكه وتفادي عودته إلى نفس الأفعال التي أدين من أجلها. وإذا استقر رأي الطبيب المعالج على إنهاء التدبير قبل الوقت المحدد له، فإنه يجب أن يخبر بذلك الوكيل العام للملك بواسطة تقرير.




سهام إحولين


لا يتعدى المعدل السنوي لمصاريف المواطن المغربي على الأدوية 290 درهما، ويستهلك مجموع المغاربة، الذين يتعدى عددهم 30 مليون نسمة، حوالي 8.7 ملايير درهم سنويا، وهو مبلغ ضعيف مقارنة بما تنفقه في هذا الباب دولة صغيرة كالأردن التي تستهلك نفس الحجم تقريبا، رغم كون عدد سكانها لا يتجاوز 6 ملايين نسمة. وتساهم عدة عوامل في عدم تمكن المغاربة من الحصول على الدواء، منها ما هو مرتبط بالقدرة الشرائية ومنها ما هو مرتبط بانعدام سياسة دوائية في المغرب، ومنها ما هو مرتبط بارتفاع ثمن بعض الأدوية مما يجعل المغاربة يبحثون عن طرق أخرى للاستشفاء. وفي هذا الصدد، يوضح محمد الأغظف غوتي، رئيس هيئة الصيادلة في المغرب، أن «عدم كون الدواء في متناول شريحة كبيرة من المغاربة، لا يرجع بالأساس إلى غلاء ثمنه في حد ذاته، فثمنه مرتفع إذا ما أخذنا بعين الاعتبار القدرة الشرائية المتدنية للمواطن المغربي، ومحدودية التغطية الصحية التي لا تشمل أكثر من 70 في المائة من المغاربة، وكذا اتساع دائرة الفقر». غير أن المسؤول والمستفيد الأول من ارتفاع أثمنة الأدوية، حسب د.غوتي، يبقى هو الدولة المغربية التي «تتعامل مع قطاع الصحة والأدوية كقطاع اقتصادي تجاري تسعى إلى تحقيق الأرباح من ورائه، وليس كقطاع اجتماعي إنساني بالأساس يهم صحة وحياة المواطن، لذلك فهي تعتبر من الدول القلائل في العالم التي تفرض نسبة كبيرة من الضريبة على القيمة المضافة على الأدوية». ولتوضيح الصورة أكثر، أعطى غوتي مثلا بكون «الدواء الذي يبلغ ثمنه مثلا 100 درهم، يمكن أن يباع فقط بحوالي 45 درهما لو أن الدولة رفعت يدها عن الأدوية وألغت الضريبة والرسوم الجمركية التي تفرضها عليها، كما هو الحال في تونس. غير أن ثمن الدواء نفسه يمكن أن يصل إلى 25 درهما لو كانت الدولة تدعم قطاع الأدوية، كما هو الحال عليه في جارتنا الجزائر». ومن جانبها، تعترف وزارة الصحة بعدم وجود سياسة دوائية في المغرب، حيث قالت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، خلال المناظرة الوطنية للصحة التي عقدت قبل أسبوعين، إن هناك غيابا لسياسة دوائية حقيقية وغيابا للوضوح والمرونة في ما يتعلق بمساطر تحديد الأسعار والنسب المسترجعة عن بعض الأدوية، كما أنه ليس لدى الصيادلة أية إمكانية لاستبدال الأدوية. وتشير المعطيات إلى أن وزارة الصحة هي التي تتحكم في سعر الدواء عن طريق لجنة خاصة تتكون من نفس الوزارة وممثلين عن وزارة المالية. وعموما، فإن سعر الدواء يحدد بناء على عناصر تشير إلى أن الضريبة على القيمة المضافة والرسوم الجمركية تشكل 50 في المائة من قيمة الدواء، فيما يربح الصيدلي 30 في المائة، وتجار الجملة 10 في المائة، و10 في المائة المتبقية تعتبر بمثابة الثمن الحقيقي لتصنيع الدواء. ويتوفر المغرب على 35 مختبرا للأدوية، والتي أنتجت حوالي 203 ملايين وحدة سنة 2006، وقد سمح لها هذا الحجم من الإنتاج بتغطية ما يقارب 70 في المائة من الاستهلاك المحلي. ومن أبرز هذه المختبرات Glaxosmithkline، Aventis pharma ،Pzifer وLaprophan. ويستورد المغرب الـ 30 في المائة المتبقية من الأدوية من الدول الأوربية، خاصة فرنسا وإسبانيا وإيطاليا إضافة إلى الصين، لكن المغرب يصدر أيضا حوالي 8 إلى 10 في المائة من إنتاجه الدوائي إلى الدول العربية والآسيوية والإفريقية خاصة ليبيا وتونس والمملكة العربية السعودية ومصر وفرنسا أيضا. غير أن هناك مخاوف، برزت مؤخرا، من توقف عدد من المختبرات عن استيراد الأدوية الحديثة المضادة للسرطان، بسبب الضريبة على القيمة المضافة الكبيرة التي تفرضها الدولة على الأدوية. وهو ما شجبه البروفسور أشرقي، في المائدة المستديرة التي نظمتها جمعية «نيوفي هاوس» التي يترأسها، حيث قال: «في جميع الدول تعفى الأدوية المخصصة لعلاج الأمراض المزمنة والخطيرة من الضريبة على القيمة المضافة، وفي المغرب أيضا يجب أن نسلك نفس النهج، فالأدوية الموجهة إلى نفس الأمراض يجب أن تعفى من الضريبة على القيمة المضافة». وهو نفس التوجه الذي يدعمه الدكتور غوتي، يقول: «تعتبر الأدوية ضرورية جدا مثلها مثل الطحين والزيت والخبز، لذلك يجب أن يشملها دعم الدولة ويجب إدخالها ضمن لائحة صندوق المقاصة وإعفاؤها من الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة». تباع حوالي 30 في المائة من الأدوية خارج الصيدليات، بعضها يباع في الدكاكين، كالأدوية المضادة للألم وأخرى مهربة خاصة من الجزائر تجدها في الأسواق السوداء كسوق الفلاح بوجدة، بأثمان أرخص من مثيلاتها في الصيدليات. الأدوية الأكثر مبيعا في المغرب تعتبر أدوية الجهاز الهضمي الأولى في المغرب من حيث المبيعات، تليها الأدوية المضادة للتعفنات، فأدوية أمراض الجهاز العصبي، متبوعة بأدوية القلب والشرايين، فأدوية الجهاز التنفسي. أما في ما يخص ترتيب الأدوية الخمسة الأولى في المغرب، فتعتبر أدوية Augmentin (مضاد حيوي)، Doliprane (مضاد للألم والحمى)، وAmoxil (مضاد حيوي)، الثلاثة أدوية الأكثر مبيعا في المغرب، تليها أدوية Ventoline (خاص بالربو)، وViagra(منشط جنسي).

Mar 30, 2008



ما هي أضرار التدخين على الصحة؟

< للتدخين أضرار صحية متعددة، فهو يسبب أمراض القلب والشرايين وأمراض الرئة وكذا العديد من السرطانات. فـ80 % من سرطانات الرئة لها علاقة مباشرة بالتدخين: ما بين 30 إلى 40 % من سرطان الحنجرة والفم، وما بين 20 إلى 30 % من سرطان المثانة، وسرطان عنق الرحم، هذه كلها إحصائيات منشورة تبين أن التدخين له علاقة وطيدة بالسرطان.

ما هي أهم العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة المدخنين في المغرب؟

< نسبة المدخنين في الدول السائرة في طريق النمو على العموم والمغرب بصفة خاصة، في تزايد مستمر، بينما تنخفض هذه النسبة في الدول المتقدمة. ويرتقب أن يصل عدد المدخنين في الدول السائرة في طريق النمو إلى ثلاثة أضعاف ما هو عليه حاليا في أفق 2030، مقابل استقرار عددهم مع ميله إلى الانخفاض بالنسبة إلى الدول المتقدمة. من أهم عوامل ارتفاع مستهلكي التبغ في العالم النامي أن شركات التبغ والمستفيدين من تجارة السجائر أصبحوا يوجهون تجارتهم بقوة إلى دول العالم الثالث، للتغطية على الخسائر التي يتكبدونها في كل من أوربا وأمريكا الشمالية واللتين تنهجان حملة ضد التدخين. وينضاف إلى ذلك غياب تطبيق القوانين التي تمنع التدخين في الأماكن العمومية بصفة مضبوطة

هل تعتبرون أن تطبيق القانون والرفع من الضريبة على السجائر كفيل بالحد من انتشار هذه الظاهرة؟

أظن، شخصيا، أنه للحد من التدخين في المغرب يجب أن تكون هناك مقاربة شاملة تعتمد على عدة جبهات بشكل متزامن. وتتمثل هذه الجبهات في تحسيس الشباب والمراهقين، الذين يعتبرون الفئة التي تستهدفها شركات التبغ، بأضرار التدخين الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك عن طريق الندوات ووسائل الإعلام الجماهيرية، والرفع من الضريبة على السجائر للحد من قدرة المواطن على اقتنائها، إضافة إلى تطبيق قانون منع التدخين في الأماكن العمومية، الذي دخل حيز التنفيذ منذ فبراير 1996، بحذافيره. وأريد أن أؤكد هنا على ضرورة أن تتم كل هذه الإجراءات بشكل متزامن حتى يكون لها التأثير المأمول على المواطن المغربي، وإلا فلن نصل إلى نتيجة مرضية في هذا المجال.

Feb 25, 2008



الإعـلام.. الناخب الأكبر في أمريكا
سهام إحولين


كل الطرق في السباق الانتخابي الأمريكي نحو الرئاسة تمر بالضرورة عبر الإعلام. فجزء كبير من ميزانية الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية يخصص لتمويل الحملات والدعاية في وسائل الإعلام، خصوصا التلفزة، لكون لغة الأرقام تعطي للتلفزة مكانة كبرى في المجتمع الأمريكي. فحسب استطلاعات الرأي التي أجراها مركز أبحاث «بيو»، فإن 42 في المائة من الأمريكيين يعتمدون على القنوات التلفزية في الحصول على المعلومات حول السباق الرئاسي، وبذلك فإن المشاهد يشاهد، في الآن ذاته، التغطية الإخبارية التي تقدمها القنوات حول مستجدات الحملة، كما يشاهد الإعلانات مدفوعة الأجر من قبل المرشحين، إضافة إلى المناظرات التلفزيونية بين المتنافسين للوصول إلى البيت الأبيض. وبهذا سيحسم الناخب أمره في إعطاء صوته لهذا المرشح أو ذاك. دينامية خاصة وفي هذا الصدد، يوضح محمد العلالي، أستاذ التلفزة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، أن النموذج الأمريكي يعتمد على ديمقراطية مركزة على وسائل الاتصال الجماهيري حيث العلاقات والتفاعلات بين المؤسسات الإعلامية والسياسة الحكومية تفيد دينامية خاصة، تتحول فيها وسائل الإعلام إلى أداة قوية للتأثير على الرأي العام وأداة للوساطة بين القادة السياسيين والمجتمع، خاصة وأن الدستور الأمريكي يمنع على الكونغرس تبني تشريعات أو قوانين تحد من حرية الصحافة والصحفيين. ويرى الأستاذ العلالي أن قوة التلفزة تكمن في كونه الوسيلة الرئيسية لتزويد الأمريكيين بالأخبار والمعلومات على كافة المستويات، إضافة إلى كونه وسيلة مرئية مسموعة تعتمد على تأثير الصورة وإثارة المشاعر والأحاسيس. فالتلفزيون، يضيف العلالي، أداة قوية للتأثير على تمثلات وأذهان المواطنين، لذلك فإن جزءا من الانتخابات الأمريكية يجري على الشاشة، حتى إنه يمكن القول إن هناك واقعا انتخابيا يجري على شاشة التلفاز وواقعا آخر يجري على الأرض. وتعتبر المناظرات التلفزيونية أحد مفاصل الحملة الانتخابية الرئاسية لكونها تركز على صورة المرشحين وقدرة هذا المرشح أو ذلك على الدفاع عن وجهة نظره وقوته في التمسك بآرائه وإقناع الجمهور بها، إضافة إلى صفات القيادة لدى المرشح، وقد وصفها المحلل المستقل للتغطية التلفزيونية للقضايا السياسية، أندرو تيندال، بقوله: «أصبحت المناظرات التلفزيونية الآن حدثا بالغ الأهمية في الانتخابات حتى إنها غطت على الإعلانات الدعائية التلفزيونية والمؤتمرات الخطابية». بثت المناظرات التلفزيونية، أول مرة، إلى الجمهور في انتخابات سنة 1960، حيث كانت المنافسة آنذاك بين جون كنيدي، الوجه الجديد على الساحة السياسية الأمريكية، وبين السياسي المخضرم نيكسون، نائب الرئيس الأمريكي مرتين في عهد دوايت إيزنهاور. وحسب المؤرخين، فإن المناظرات الأربع التي جرت بين الاثنين استطاعت أن ترسخ صورة جيدة لكنيدي في أذهان الناخبين كرجل هادئ ومتماسك، في الوقت الذي بدا فيه نيكسون غارقاً في العرق أمام عدسات الكاميرات والماكياج يسيل على وجهه. إن قوة الصورة وتأثيرها كبير جدا، لذلك فالمناظرات الانتخابية ليست ارتجالية بالمرة، بل يتم التهييء والإعداد لها بدقة متناهية لكون أي خطأ فيها قد يؤدي إلى كارثة تكلف صاحبها كرسي الرئاسة. نجوم السينما والإعلام تتميز الانتخابات الرئاسية الأمريكية لهذه السنة بحضور ودعم عدد كبير من أبرز النجوم والمشاهير في الولايات المتحدة، حيث سعى المتسابقون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي منذ انطلاق حملاتهم الانتخابية إلى الحصول على دعم نجوم هوليود. ورغم كون حصة الأسد من الدعم كانت من نصيب الحزب الديمقراطي، فإن مرشحي الحزب الجمهوري استطاعوا الحصول على دعم بعض النجوم كتشيك نوريس، بطل مسلسل تكساس رينجر والممثل آدم ساندلر. أما المشاهير الذين يساندون الحزب الديموقراطي، فأغلبهم يرى في باراك أوباما المرشح الأنسب لكي يكون رئيسا للبلاد. ومن أبرز هؤلاء المشاهير نجد الإعلامية أوبرا وينفري، جورج كلوني، ويل سميث، توم هانـــكس، جيمي فوكس، جودي فوستر ومورجان فريمان. في حين يساند هيلاري كليـــنتون كل من المخرج ستـــيف سبيلبرغ، توبي ماغواير، بطل فيــلم سبايدر مان، وداني ديفـــيتو وجويلي فيــشر. وفي القوت الذي يرى فيه البعض في دعم النجوم والمشاهير طريقة لجذب الناخبين وخاصة الشباب منهم، يرى دافيد كينغ، المحاضر في السياسة العامة بجامعة هارفارد، أن تأثير المشاهير خلال الانتخابات العامة التي يكون التنافس فيها بين مرشحين اثنين من كلا الحزبين الجمهوري والديموقراطي، يعد أقل أهمية مقارنة بالانتخابات التمهيدية التي يتنافس عليها عدد كبير من الساعين إلى الفوز بترشيح الحزبين. تأثير أوبرا غير أن تأثير انضمام ملكة الإعلام الأمريكي أوبرا وينفري إلى الحملة الانتخابية لأوباما كان واضحا وملموسا، حيث أدت إلى ترجيح كفة هذا الأخير. فأوبرا لم تقم فقط بإعلان تأييدها واستضافة أوباما في برنامجها العالمي «أوبرا» فحسب، بل شاركت شخصيا في حملة المرشح الديمقراطي في التجمعات الخطابية وبين حشود الناخبين. وقد أشارت بعض التقارير الصادرة عن المؤسسات المختصة في استطلاعات الرأي أن تأييد أوبرا أعطى دفعة لأوباما وسط النساء والأمريكيين السود، بعد أن كان الكثير من الخبراء يتوقعون ترجيح كفة هيلاري وتعاطف النساء معها كما استطاعت أن تجمع عددا لا بأس به من التبرعات لحملته. للإعلام دور كبير وله تأثير واسع في حملات المتسابقين نحو البيت الأبيض، سواء التلفاز، الراديو، الصحف أو الأنترنيت. أموال المرشحين تصرف بدون حساب على هذه الوسائط الإعلامية حتى تصل رسالة كل مرشح وتترسخ في ذهن الناخب الأمريكي المطلوب منه الاختيار يوم الاقتراع بين المرشحين وانتقاء من يعد، في نظره، الأصلح لأن يكون رئيسا لأمريكا على ضوء كل المعلومات والمناظرات والدعاية السياسية التي تلقاها عبر وسائل الإعلام.

Jan 23, 2008

الأنترنت نجم الحملات الانتخابية الأمريكية
سهام إحولين
مواقع على الأنترنت: يوتوب، فيسبوك، مايسبيس ...كل شيء متاح ومطلوب في الحرب الانتخابية الرئاسية الأمريكية لسنة 2008. كل الطرق التكنولوجية الحديثة تم تطويعها لخدمة السياسة في بلد لا يترك فيه شيء للحظ وحيث تبلغ ميزانية الحملات الانتخابية أرقاما خيالية، في بلد يتابع انتخاباته العالم بأسره، وفي بلد يعطي لمحة مستقبلية لما ستؤول إليه الأمور.

أصبح الأنترنت نجم الانتخابات الأمريكية الصاعد. كل المرشحين الأمريكيين المتنافسين على مقعد الرئاسة لم يعد بإمكانهم تجاهل الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه الشبكة العنكبوتية في الحياة العامة للأمريكيين، فهي –في رأي عدد من المراقبين- الوسيلة الأولى حاليا لمتابعة الأخبار ومشاهدة الفيديو والاستماع إلى الموسيقى وحتى إجراء المكالمات الهاتفية والتحدث مع الآخرين عبر مسافات شاسعة. وهذا ما تؤكده آخر الأرقام. فحسب استطلاع للرأي أجراه مركز «بيو» للأبحاث، فإن 24 في المائة من الأمريكيين يتابعون الحملة الانتخابية عبر الأنترنت مقابل 13 في المائة في انتخابات 2004. توجد أسباب كثيرة أخرى تجعل الأنترنت جذابا للغاية بالنسبة إلى مستشاري الحملات الانتخابية، فهو أقل تكلفة من التلفزيون، يعطي مصداقية أكبر للمرشح، رسالته مباشرة إلى الجماهير ويمكن من الحصول على رد فعل الناخبين، وبالتالي فالعملية التواصلية لا تظل في اتجاه واحد فقط ولكن في الاتجاهين، أي أن الناخب يصبح فاعلا بعد أن كان، في حالة استخدام وسائل الاتصال التقليدية، متلقيا فقط إلى أن يحين يوم الانتخاب، كما أنه يساعد على التحدث إلى الجمهور الأصغر سنا الذي لا يميل عادة إلى حضور المناسبات الخطابية للمرشحين. كانت نقطة الانطلاقة عندما قامت السيناتور هيلاري كلينتون ببدء سباقها الانتخابي بتوجيه رسالة عبر موقعها على الأنترنت تعلن فيه خوضها الانتخابات الرئاسية. لكل مرشح موقعه الإلكتروني الذي يعطي للمتصفح مجالا أكبر من وسائل الاتصال التقليدية لعرض آرائه وأفكاره وتطلعاته، إضافة إلى الاطلاع على معلومات حول المرشح وأفكاره ومساره الدراسي وأهم المناصب التي تقلدها ومواقفه من المواضيع التي تهمه. فموقع هيلاري كلينتون الانتخابي، المعنون بـ«دخلت المنافسة»، يعرض مجموعة من المعلومات حول المرشحة ورحلتها نحو البيت الأبيض، ابتداء من الوقت الذي كانت فيه السيدة الأولى في الولايات المتحدة، أي عندما كان زوجها بيل كلينتون رئيسا، إلى وجودها كسيناتور في الكونغرس، ومن ثم ترشحها لخوض سباق الرئاسة. وعلى الصفحة الأولى، يمكن للمتصفح مشاهدة كلمة السيدة كلينتون، التي وجهتها إلى الأمريكيين حول مضمون الحملة الانتخابية والتي ركزت فيها على أهمية إيجاد منفذ من الحرب التي بدأها الرئيس الأمريكي جورج بوش، وكيفية الوصول إلى المرحلة التي يمكن للولايات المتحدة فيها الاعتماد على ذاتها في المجال النفطي، بالإضافة إلى أهمية إعادة الهيبة والاحترام للسياسة الأمريكية في الخارج. تظهر هيلاري، في الكلمة المسجلة، وهي جالسة في منزلها، بالقرب من صور لعائلتها المتكونة من زوجها وابنتها الوحيدة شيلسي، مما جعل الوضع يبدو عائليا، حميميا ومريحا للمتفرج بشكل عام.نفس الأمر قام به كل من باراك أوباما وجون إدواردز، منافساها في الحزب الديمقراطي، وكذا جون ماكين أبرز مرشحي الحزب الجمهوري. <يوتوب والانتخابات> في سابقة هي الأولى من نوعها ظهر مرشحو الرئاسة على شاشة محطة CNN للإجابة عن أسئلة تلقائية لناخبين تم تسجيلها عبر موقع يوتوب الإلكتروني الشهير. وقد بدأ المواطنون الأمريكيون، منذ شهر أبريل من السنة الماضية، في تسجيل أسئلتهم، حيث أرسلوا أكثر من 1700 مقطع فيديو إلى موقع يوتوب، حيث يتم فرزها وعرضها على المرشحين للإجابة عنها. وقد رحب المرشح جون إدواردز، الذي حل في المرتبة الثالثة في المعسكر الديمقراطي حسب استطلاعات الرأي بعد هيلاري كلينتون والسناتور باراك أوباما، بهذا النقاش في فيديو نشر على موقع يوتوب، وقال: «ما يحصل عندما يطرح الصحفيون والمراسلون الأسئلة هو أنهم يطرحون الأسئلة نفسها في كل مرة». وكانت إدارة يوتوب قد اتخذت قرارا بتنظيم حملة تنظيمية لشرائط الفيديو والنقاشات التي تجريها قناة الـ«CNN» مع المرشحين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وأطلق الموقع YouChoose الذي يعنى بكل ما يهم الانتخابات، بالإضافة إلى صفحة خاصة بالحزب الجمهوري وأخرى خاصة بالديمقراطي. <مواقع اجتماعية> في «فيسبوك»، وهو موقع شبكة اجتماعية محببة لطلاب الجامعات، انضم قرابة 75.702 شخص إلى حملة هيلاري كلينتون، مقابل 26.218 شخصا للجمهوري جون ماكين و252.301 مساندا لباراك أوباما .عدد كبير منهم هم من المساهمين اليوميين في قسم هيلاري من «فيسبوك»، مضيفين صورا ومقتطفات ومشتركين في مناقشات على الأنترنت. الآن، معظم الحملات تحتفظ بوجود لها على موقع فيسبوك ومواقع أخرى على الشبكة العنكبوتية، أمثال مايسبيس، يوتوب، وفليكر. وتتيح الملفات الإلكترونية، في أسفل كل موقع حملة على الشبكة، للمشاهدين أن يسجلوا أنفسهم، مثلا، كداعمين لهيلاري كلينتون على فيسبوك، أو لمؤيدي جولياني على فليكر. تسمح المواقع الاجتماعية، مثل فيسبوك بمعرفة المزيد من المعلومات حول المرشح وكذا تجنيد شبكة كبيرة من المساندين الذين بدورهم يقومون بجمع التبرعات المالية واستقطاب مساندين آخرين. فصفحة ماكين، على سبيل المثال، تظهر أنه يحب الصيد، كرة القدم، الملاكمة والتاريخ. كما أنه يحب مشاهدة المسلسل الأمريكي 24 ساعة. أما صفحة أوباما فتظهر أن هذا الأخير مولع بأغاني بوب ديلان وستيفي وندر. كما أن أوباما يحب لعب كرة السلة والكتابة، ويُعتبر كل من «كزابلانكا»، «العراب» و «لورنس العرب» الأفلام المفضلة لديه. <انزلاقات الأنترنت> لا يخلو الاستخدام المتزايد للأنترنت في الحملات الانتخابية من بعض الانزلاقات. وهذا بالضبط ما حدث مع كل من السيناتور هيلاري كلينتون والجمهوري جون ماكين اللذين وقعا ضحايا التكنولوجيا الحديثة والحرية الكبيرة المتاحة داخلها. المعروف عن ماكين أنه ليبرالي في موقفه من قضايا الهجرة والإجهاض، إلا أن أحدهم قام بتغيير رسالته بحيث بدا وكأنه يؤيد زواج المثليين، وهو ما فاجأه وفاجأ آخرين ممن اطلعوا على مضمون رسالته. أما السيدة كلينتون فقد كانت ضحية أحد معجبي منافسها أوباما والذي قام بنشر مقطع فيديو قصير عبر موقع يوتوب شاهده أكثر من مليون متصفح للأنترنت، يشوه من خلاله صورة المرشحة الديمقراطية ويروج للمرشح أوباما. وتظهر كلينتون في هذا الفيلم بشكل مثير للرعب، وهي تتحدث إلى مجموعة من الأشخاص في مسرح مهجور بنبرة واحدة، وتظهر بين الحين والآخر فتاة تتجه نحو الشاشة التي تشاهد عليها السيناتور كلينتون، حاملة مطرقة كبيرة تكسر بها الشاشة في النهاية. وقد سارع المتحدث باسم الحملة الانتخابية للسيناتور باراك أوباما إلى توضيح أن لا علم لهم بهذا الفيديو وأنهم ليسوا من قاموا بصناعته، وأضاف المتحدث: «أعتقد أن الأنترنت أتاح للناس فرصة نشر ما يريدونه، وهو ما ينطبق تماما على العملية الانتخابية، التي تعد ديمقراطية بكل الأشكال». <الأنترنت مقابل التلفزيون> على الرغم من كل هذا النجاح الذي يلاقيه استعمال الأنترنت كأداة سياسية، وعلى الرغم من كون العديد من المراقبين يعتبرون أن تطويع الأنترنت لأغراض الحملة الانتخابية قد غير إلى الأبد المشهد السياسي الأمريكي، فإن هناك من مازال يؤمن بشدة بأنه لا غنى عن وسائل الإعلام التقليدية وخاصة التلفزيون الذي ما زال لم يفقد بعد بريقه وسحره، ومن بينهم ميشال هيرمان، أستاذ العلوم السياسية والخبير الإعلامي في جامعة لييج الفرنسية، والذي يعتبر أن المناظرات التلفزيونية مازالت ركنا هاما جدا في الحملة الانتخابية رغم الدور المتنامي للأنترنت. ويضيف هيرمان أن الأنترنت سهل بشكل كبير جمع التبرعات لتمويل الحملات الانتخابية للمرشحين، حيث لم يعد يقتصر على الشركات الكبرى واللوبيات الاقتصادية، بل أصبح بإمكان أي شخص يتوفر على بطاقة ائتمان القيام بذلك. لكن مهما بلغت شعبية المرشح على المدونات والمواقع الإلكترونية الاجتماعية، فإن ظهوره مباشرة على شاشة التلفاز في مناظرة تلفزيونية تبقى المرحلة الفاصلة التي ستحدد مصيره في المعركة الانتخابية التي ينتظر أن تكون أشرس وأغلى حملة انتخابية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

Jan 20, 2008







المراهقون والشباب المغاربة يقبلون على المسلسلات الأمريكية






الرباط - سهام إحولين

تجذب المسلسلات الأمريكية مثل "لوست" و"بريزن بريك" و"هيروز" وغيرها فئة من الشباب والمراهقين المغاربة الذين تستهويهم القصص المحبوكة والإيقاع السريع والأحداث المتلاحقة والمثيرة وينفرون من الدراما العربية "المملة" ذات القصص المتشابهة والمألوفة.
ورغم كون بعض المسلسلات الأمريكية لا يمكن مشاهدتها عبر التلفزيون، إلا أن هؤلاء المراهقين يقومون بشرائها على شكل أقراص DVD يتبادلونها فيما بينهم، كما يتابعون أخبار هذه المسلسلات عن طريق المواقع الإلكترونية ومواقع الحوار.
تقول منى،17 سنة، وهي طالبة علوم اقتصادية بجامعة محمد الخامس بالرباط :" بدأت في مشاهدة "بريزن بريك" بعدما حقق ضجة هائلة، وأعجبني الموسم الأول كثيرا، وسأقوم بمشاهدة الموسم الثاني قريبا. وقد قمت بمشاهدة الموسم الأول الذي يبلغ عدد حلقاته 22 في ثلاثة أيام. إنه حقيقة أفضل مسلسل شاهدته في حياتي."
وحول كيفية حصولها على هذه المسلسلات، توضح منى: " قام أبي بشراء دي في دي الموسم الأول من "بريزن بريك" بعد أن أكد له البائع أن المسلسل سيعجبه للغاية. شاهده والدي فنال إعجابه للغاية. دفعني الفضول إلى مشاهدة الحلقة الأولى من المسلسل، فإذا بي أشاهد الحلقة تلو الحلقة ووجدت نفسي، بسبب تلاحق أحداث المسلسل المثيرة، لا أستطيع إيقاف مشاهدة المسلسل إلا بصعوبة كبيرة."
يحكي مسلسل "بريزن بريك"، الذي يعني الهروب من السجن والذي أنتجته شبكة فوكس التلفزيونية الأمريكية، عن قصة الأخوين مايكل سكوفيلد ولينكولن بوروز، حيث يتهم لينكولن ظلما باغتيال أخ نائبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ويحكم عليه بالإعدام. ولكن شقيقه المهندس المعماري مايكل، وبعد أن ييأس من عدالة القانون، يقرر أن يتخطى القانون ويساعد أخاه على الهروب من السجن وذلك عن طريق أن يرتكب هو بنفسه جريمة تدخله إلى السجن لكي يبدأ من بعدها تنفيذ خطة الهروب بأخيه من السجن، ودليله إلى طريق الهروب هو المخططات الهندسية للسجن التي حصل عليها قبل أن يرتكب جريمته وقام بوشمها على الجزء العلوي من جسمه. لكن الأمور داخل السجن لا تسير كما كان مخططا له، حيث يتعرض مايكل للعديد من العراقيل ويتورط مع مجرمين كالقاتل بالتسلسل تيودور باغويل، الملقب بـ" تي باغ"، والمحكوم بالسجن مدى الحياة بدون احتمالية إطلاق السراح بسبب اختطاف واغتصاب أطفال وجرائم من الدرجة الأولى، والجندي السابق في الجيش الأمريكي، سي نوت المعروف بـ "صيدلي السجن"، المحكوم بالسجن لثماني سنوات بسبب متاجرته ببضائع مسروقة في السوق السوداء خلال تواجد بعثته العسكرية في منطقة الخليج.
ينتقل مسرح الأحداث الذي كان خلال معظم الموسم الأول في سجن فوكس ريفر إلى خارج السجن بعد عملية الهروب، حيث يركز الموسم على ملاحقة الهاربين من طرف الإف بي أي. المزيد من الشخصيات تظهر في المسلسل من بينهم العميل الماكر ألكساندر ماهون والذي عين لمهمة تتبع وإلقاء القبض على الهاربين الثمانية. الفكرة الأساسية لهذا المسلسل هي أن السياسة ليست سوى لعبة قذرة كبيرة، وأن اللاعبين الأساسيين فيها ليسوا إلا قطع شطرنج تحركهم قوى أكبر منهم.
أكمل أنس، 15 سنة، مشاهدة الموسمين الأول والثاني من المسلسل كما شاهد المواسم الثلاثة لمسلسل "لوست"، والذي أعجب به للغاية نظرا لقصته المتميزة. يقول أنس بنبرة حماسية واضحة: " كل أصدقائي في الثانوية شاهدوا هاذين المسلسلين، فقد تم تناقل الأقراص المدمجة للمسلسلين من شخص لآخر، وهناك العديد من أصدقائي الذين اشتروا المسلسلين." الآن وبما أن الموسم الثالث من بريزن بريك ما زال يعرض في قناة فوكس الأمريكية، والموسم الرابع من لوست في طور التصوير، بدأ أنس في مشاهدة مسلسل أمريكي آخر اسمه "هيروز" ( الأبطال).
أما مسلسل لوست الذي يعد إلى جانب بريزن بريك أكثر المسلسلات الأمريكية مشاهدة في العالم، فيحكي مغامرات أناس نجوا من تحطم طائرة على جزيرة استوائية غامضة في مكان ما في جنوب المحيط الهادي. ومن أبرز الناجين جاك شيبارد، وهو أمريكي الجنسية، طبيب أورام متخصص، يذهب إلى استراليا في رحله للبحث عن والده ويعتبر بطل المسلسل الرئيسي. جاك يحب مساعدة الآخرين، وهو أشبه بقائد مجموعة الناجين.
من الشخصيات الرئيسية في المسلسل كذلك، جون لوك، والذي يملك مهارات عالية في اقتفاء الأثر والصيد في الجزيرة. كان جون مشلولا قبل تحطم الطائرة لكنه وجد نفسه وقد شفي من شلله النصفي عندما فتح عينيه بعد حادثة التحطم في الجزيرة. هناك جيمس فورد، المعروف ب" سوير"، محتال يمارس النصب في العالم الحقيقي، يسيء معاملة الجميع في الجزيرة. كاثرين آستون، مطلوبة لدى القانون في العالم الحقيقي، لكنها طيبة القلب ويحبها جميع الناجين. ومن الشخصيات التي أثارت جدلا في المسلسل، شخصية سعيد جراح، جندي الحرس الجمهوري العراقي سابقا. سعيد شاب مفتول العضلات ويجيد استخدام السلاح والتعامل مع الإلكترونيات.
في القوت الذي يحاول فيه جزء من الناجون إيجاد طريقة للخروج من هذه الجزيرة الاستوائية، يحاول الجزء الآخر البحث عن الطعام والماء. لكن ما لا يعلمه الجميع هو أن هذه الجزيرة ليست عادية وأنهم ليسوا وحدهم عليها كما يظنون.
جمهور هذه المسلسلات لا يتكون من المراهقين فحسب، فالآباء أيضا وقعوا تحت سحر هذه الدراما المشوقة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية. يقول عبد الله، طبيب وأب لولدين: " ما لفت انتباهي ونال إعجابي هو كيف يخاطب هذا المسلسل عقل المشاهد، حيث يعتبره ذكيا وليس غبيا كما تفعل معظم المسلسلات العربية. من المسلسلات التي نالت إعجابي أيضا هي أورجانس ( المستعجلات) وذلك بحكم مهنتي كطبيب، لكنه نال إعجاب العديد من الأشخاص الذين لا ينتمون لهذه المهنة."
بالنظر إلى النجاح الكبير الذي تلاقيه المسلسلات الأمريكية، هناك محاولات عربية للاستفادة من هذا النجاح عن طريق اقتباس أفكار المسلسلات كما حدث مع مسلسل " لحظات حرجة" الذي تحاكي قصته مسلسل اورجانس لكن البيئة العربية تبدو جلية في المسلسل. نجد أيضا المسلسل المغربي " لابريكاد" الذي تحاكي فكرته المسلسلات البوليسية.
موجة المسلسلات الأمريكية التي اجتاحت العالم بأسره بما فيه الدول العربية قد يرى فيه البعض غزوا ثقافيا أمريكيا للعالم، وقد يرى البعض الآخر أنه دليل على ضعف إنتاجنا الدرامي. لكن الأكيد أن الأمر لا يتعدى أن يكون نتاجا للعولمة التي جعلت من العالم اليوم قرية صغيرة.

Jan 6, 2008