Feb 24, 2010


غرف الدردشة عبر الأنترنت مكنته من السفر إلى كندا

قصة مغربي يسجن مدى الحياة في مونتريال لعلاقته بالقاعدة

اعتقل قبل ثلاث سنوات في الكيبيك بكندا واتهم بالتعاون مع تنظيم القاعدة من أجل القيام باعتداءات في النمسا، وحكم عليه هذا الأسبوع محكمة فيدرالية بالسجن مدى الحياة في مونتريال مع اعتباره غير مؤهلا للاستفادة من إطلاق سراح مشروط قبل مرور عشر سنوات على الأقل. إنه المغربي سعيد ناموح، 37 سنة، الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام الكندية لقب "رجل الكيبيك الخطير" واعتبرته النيابة العامة إرهابيا متورطا في تدبير هجمات على أهداف داخل وخارج كندا، من بينها أهداف بألمانيا والنمسا، وأماكن أقيمت فيها نهائيات كأس الأمم الأوروبية لسنة 2008، ومقرات تابعة لمنظمة الأوبك في النمسا.

حكم المؤبد يعتبر أقصى عقوبة في القانون الكندي، وهذه المرة الثانية فقط في تاريخ البلاد، وكانت المرة الأولى في قضية مشابهة حيث كان المؤبد من نصيب قائد جماعة (18 تورنتو)، زكريا عمارة، 24 سنة، في يناير من السنة الماضية بتهمة قيادة مجموعة خططت لتفجير مصالح وهيئات داخل الدولة للضغط على كندا لسحب قواتها من أفغانستان.

وقد أعلنت السلطات الكندية أنها سترحل ناموح إلى بلده المغرب في حالة الإفراج عنه قبل انتهاء المدة وفق شروط يحددها القانون الكندي.

في شتنبر 2007، ألقى الدرك الملكي الكندي "جي إر سي" القبض على سعيد ووجه له تهمة التحضير لتفجير سيارة مفخخة بمساعدة شركاء، وعلاقته بمجموعة نمساوية ذات صلة بالقاعدة. وحسب الادعاء، فإن ناموح شارك في صنع وتوضيب الشرائط التي وجدت في حاسوبه الشخصي، وخصوصا إضافة ترجمة باللغة الانجليزية إليها قبل بثها على شبكة الانترنت. ويظهر على أحد مقاطع الفيديو التي تدعو إلى الجهاد في العراق، محمد محمود، الذي يقول الادعاء إنه شريك ناموح في الإعداد لعمليات التفجير. وقد اعتبر دفاع ناموح أن الأمر يتعلق بحرية التعبير، وأن المتهم لم يقم سوى باستعمال أدوات متوفرة للجميع على الشبكة العنكبوتية.

وجاء في أوراق الدعوى أن ناموح كان يشارك في المنتديات الجهادية على شبكة الانترنيت، تحت اسم مستعار هو "أشرف"، وكانت مشاركاته لافتة يوزع فيها عناوين مواقع جهادية ومقاطع فيديو للظواهري وبن لادن. وقالت بعض المصادر الكندية إن ناموح كان من المقربين للجبهة الإعلامية للإسلام العالمي التي تتكفل بنشر أفكار وخطابات القاعدة.

ويحكي ابن عم سعيد، محمد ناموح، أن سعيد ترعرع بمدينة القنيطرة وحاول عدة مرات الهجرة إلى كندا إلا أن السفارة الكندية ترفض دائما طلب التأشيرة. إلى أن التقى بالكندية "كارول ليسارد"، 18 سنة، عبر غرف الدردشة في الانترنت، والتي سافرت، بعد شهور من التعارف الإلكتروني، لرؤيته في المغرب فتزوجها سنة 2002 وسافر برفقتها إلى ليستقرا هناك. عاش الزوجان بسعادة إلى أن طلبت كارول الطلاق سنة 2006 بسبب خيانة زوجها.

بعد الطلاق، ذهب سعيد للعيش في منطقة "تروا ريفيار" حيث قضى هناك مدة معينة وعندما لم يتمكن من سداد ثمن كراء البيت تركه وعاد للعيش مرة أخرى عند طليقته حيث ألقى عليه الدرك الملكي القبض.

ليسارد أن تعتبر أن زوجها السابق لا يمكن أن تكون له علاقة بأي تهديدات إرهابية وصرحت لراديو كندا أن سعيد لم يكن قط عنيفا أو عدوانيا، حتى جيران هذا الأخير عبروا عن دهشتهم أمام أسباب اعتقاله.

وفي لقاء مع فرانس بريس قال محمد ناموح إنه لا يصدق أن يكون ابن العائلة متورط في عمل إرهابي، "لقد كان مهذبا جدا ودائم الابتسام". وقال الشاب البالغ من العمر 30 سنة، إن آخر مرة رأى فيها سعيد كانت قبل 5 سنوات أي قبل هجرته إلى كندا.

وقالت إحدى صديقات سعيد إنه كان كثير الصلاة ويستعمل الانترنيت باستمرار وربما التقى محمد محمود على الشبكة حيث كان يقوم بتجنيد الأتباع، حسبما مجلة "دير شبيغل" الألمانية.

وقال أحد مشغليه القدامى إنه كان مواظبا على الصلاة ويصوم رمضان ودائم البحث عن عمل أفضل لأنه كان يريد إرسال إعانات لجمعيات تهتم بالمعاقين كما كان يدعي.

No comments: