Aug 31, 2009


مغاربة أمريكا... بين العودة والاستقرار في ظل الأزمة العالمية


الصويرة - سهام إحولين


هجرتهم حديثة بالمقارنة مع الجاليات المغربية الأخرى المستقرة في أوربا. الجيل الأول منهم ليسوا أيدي عاملة أمية استقدمت من أجل العمل في المناجم أو المصانع أو المزارع، وإنما طلبة جامعيون ذهبوا لاستكمال دراستهم العليا وقرروا الاستقرار في بلاد العم سام.


إنهم حوالي 150 ألف مغربي يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية يوجد أكبر تكتل لهم بولاية فلوريدا، وخصوصا مدينة أورلاندو، إضافة إلى مدن أمريكية كبرى في ولايات أخرى كواشنطن العاصمة، بوسطن، نيويورك وشيكاغو.


ويعمل أغلبهم في مجال التكنولوجيا والمعلوميات، في العشر سنوات الأخيرة، ينضاف إلى هؤلاء مغاربة قادمون في إطار التجمع العائلي والقرعة السنوية. وفي حديثه لـ"أخبار اليوم"، عن المشاكل التي يعاني منها المغاربة الأمريكيون، أوضح عبد الرحمان بندحمان، مغربي أمريكي مقيم بدينفر بولاية كولورادو، ورئيس إحدى أنشط الجمعيات المغربية في أمريكا، أن ذوبان الجيل الثاني من المغاربة الأمريكيين في المجتمع الغربي الأمريكي هو أحد أبرز هذه المشاكل.

فـ"المحافظة على الهوية والثقافة المغربية بالنسبة إلى أطفال الجالية المغربية من أبرز التحديات التي تواجهنا، وأنه من السهل بما كان الاندماج في هذا المجتمع، لأنه مجتمع مهاجرين".


ومما يزيد من تفاقم هذا الذوبان عامل البعد الجغرافي الذي ينعكس على الثمن المرتفع لتذاكر السفر عبر الطائرة. فـ:"عائلة مكونة من ثلاثة إلى أربعة أشخاص، إن أرادت زيارة المغرب، يلزمها ما بين 6 آلاف إلى 10 آلاف دولار، وهذا الأمر يجعلهم ينتظرون 5 إلى 6 سنوات قبل توظيب حقائبهم استعدادا لزيارة المغرب"، يوضح بندحمان. إضافة إلى ضعف تعليم اللغة العربية، وقد طالبت بعض الجمعيات المغربية الوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج مساعدتها عبر إرسال معلم أو اثنين إلى المناطق التي تعرف تجمعا للجالية المغربية لتعليم أبنائها العربية، لكن إلى حد هذه الساعة لم تتوصل هذه الجمعيات بأي رد من الوزارة.


أغلب المغاربة الأمريكيين لا يهتمون بالسياسة وغير منخرطين في أي حزب سياسي، حتى وإن كانوا يتقاطعون معه في الأفكار. "لم يعد لدينا الحق كجالية في أن نبقى متفرقين مشتتين، فهناك جاليات أخرى أصغر حجما وأفرادها متحدون ولهم تأثير كبير في المجال السياسي" يقول بندحمان، رئيس التحالف المغربي الأمريكي الذي يضم 21 جمعية بنبرة غاضبة، مضيفا: "نريد أن نكون جالية متميزة ومندمجة داخل المجتمع وداخل السياسة الأمريكية المحلية، يجب علينا التكتل للمطالبة بحقوقنا".


عدد متزايد من المغاربة يستقر كل سنة في الولايات المتحدة الأمريكية بفضل القرعة السنوية التي تقوم بها وزارة الخارجية الأمريكية، لكن هؤلاء المهاجرين الجدد غالبا ما يصطدمون بالواقع الصعب وظروف العيش القاسية. لذلك يقوم الائتلاف المغربي الأمريكي بتهييء المناخ لهؤلاء المهاجرين عن طريق التوجيه وتقديم المساعدة وإرشادهم إلى السكن، العمل والدراسة. أما بخصوص الأزمة الاقتصادية العالمية التي ضربت بشدة الولايات المتحدة الأمريكية وتأثيرها على الجالية المغربية، فقد أكد هذا الفاعل الجمعوي أن الأكثر تضررا هم هؤلاء المهاجرون الجدد الذين لا يملكون التجربة.

فـ"الشركات المتضررة من الأزمة غالبا ما تستغني عن موظفيها وعمالها الأقل تجربة" يوضح بندحمان، الذي أضاف أنه يعرف شخصيا عددا من المغاربة في كل من ولايتي كاليفورنيا وفلوريدا اضطروا إلى العودة مؤقتا إلى المغرب ومغاربة آخرين أرسلوا أبناءهم وزوجاتهم في انتظار مرور الأزمة وعودة الأحوال الاقتصادية إلى عهدها الأول.


لكن وخلافا لما هو عليه الحال في أووبا، فإنه لا وجود للعنصرية المباشرة تجاه المهاجرين سواء كانوا مغاربة أو لا وهذا الأقل ما يؤكده بندحمان، لأن "القانون الأمريكي يحمي مواطنيه المكونين أساسا من المهاجرين، غير أن هذا لا يعني عدم وجود عنصرية خفية في اختيار المتقدمين إلى الوظائف أو الراغبين في السكن بحي معين".






No comments: