Jul 12, 2007





في ظل التهديدات الإرهابية لتنظيم القاعدة في المغرب العربي

كيف يتعايش المغاربة مع الإرهاب؟

الترقب والخوف والتوتر يطغى على نفسية المغاربة
منذ إعلان وزارة الداخلية يوم الجمعة الماضي أن المغرب رفع درجة التأهب إلى "الحد الأقصى" بسبب مخاوف من وقوع تفجيرات إرهابية والذي تزامن أياما بعد ظهور مقاتلين مغاربة في شريط لتنظيم القاعدة في المغرب العربي، ومعظم المغاربة يعيشون حالة من الخوف والترقب والحذر وعدم فهم للدوافع الكامنة وراء رغبة تنظيم القاعدة مهاجمة المغرب وقتل الأبرياء واستهداف الموسم السياحي الذي يعتبر مصدر رزق للعديد من الأسر المغربية. لكن بالمقابل هناك من لم يسمع بالأمر ومن لا يبالي بما يحدث.

الحاجة عائشة، 60 سنة، ربة بيت، تقول: " منذ أن سمعت في التلفاز أن المغرب مهدد بهجمات وشيكة وأنا أشعر بالخوف. صرت أتحاشى الذهاب إلى الواجهات التجارية الكبرى لكونها أماكن خطيرة جدا."
تعيش الحاجة عائشة في حي شعبي بمدينة الرباط وكانت فيما مضى لا تقفل باب منزلها لشعورها بالأمان والاطمئنان داخل الحي الذي تقطن فيه منذ ما يقارب الأربعين سنة لكنها الآن أصبحت تحرس على إقفاله ليلا ونهارا وذلك منذ تفجير مقهى الانترنت الأخير بالدار البيضاء.
"أصبحت الآن أتجنب التسوق من المراكز التجارية الكبرى لأنني سمعت أنه من بين الأماكن المهددة. كما أنني أصبحت أتحاشى الخروج أيام السبت والأحد والعطل للأماكن العامة حيث الازدحام لكون الإرهابيين يسعون لتفجير الأماكن المزدحمة بالناس لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، وهو نفس الشيء الذي يحدث في العراق."
الحاجة عائشة ورغم إقفالها لباب منزلها ورغم كل الاحتياطات التي تقوم بها لا تزال قلقة ومتوترة. "أصبحت أخاف وأفزع لا شعوريا، كلما سمعت صوت انفجار في الشارع كصوت انفجار عجلة سيارة على سبيل المثال. لم تعد حياتي كما كانت من قبل. لم أعد أحس أننا نعيش بأمان واطمئنان في هذا البلد." تقول الحاجة عائشة بحسرة.

يقول عمر، 35 سنة، طبيب يقطن بمدينة فاس وهو يروي ما حدث له في أحد شوارع الرباط: " كنت أقود سيارتي بأحد شوارع الرباط باتجاه الفندق الذي أنزل فيه مع أسرتي، فإذا بي ظللت الطريق. أوقفت السيارة وبدأت أبحث بنظري يمينا وشمالا عن الطريق التي ستوصلني إليه. وبينما أنا على تلك الحال فإذا بشرطي يتقدم باتجاهي ويسألني بعصبية عن سبب توقفي قرب السفارة الأمريكية وطلب مني المغادرة كما أنه أراني كاميرات المراقبة. أخبرته أنني تهت وأبحث عن الطريق المؤدية إلى الفندق، ودون انتظار الجواب، أدرت مفتاح السيارة وغادرت المكان." الدكتور عمر الآن لا يتمنى أن لا يقوم أحد باستهداف السفارة الأمريكية. " لابد أن صورتي ورقم سيارتي التي تم التقاطهما عبر عدسات كاميرات المراقبة يوجدان الآن في أرشيف السفارة، وما ان يتم استهدافها سيتم تسليم الشريط للأمن المغربي وسأكون ضمن المشتبه فيهم فقط لأني ظللت الطريق." يقول الدكتور عمر بنبرة ساخرة يحاول بها إخفاء قلقه وخوفه من أن يتم اتهامه ظلما.
أما فاطمة الزهراء، 30 سنة، خياطة، فتعيش مشكلة مختلفة عن الآخرين خلفتها هذه التهديدات تنضاف إلى خوفها على حياتها وحياة أطفالها الأربعة من أي خطر يتهددهم. تقول فاطمة الزهراء: " أصبح الناس ينظرون إلي بارتياب وحيطة لكوني ألبس عباءة سوداء وأضع حجابا أسود على رأسي، وتزداد ريبتهم إذا كنت أحمل بيدي حقيبة أو كيسا. يتتبعونني بنظراتهم القاسية المليئة بالشك كأنهم يخشون أن أنفجر في أية لحظة."
لم تعد فاطمة الزهراء تحتمل الأمر، فقد أصبحت تحس بأنها غير مرغوب فيها في بلدها ولكي تتجنب ذلك قامت بتغيير طريقة لباسها. فبدلا من الأسود، أصبحت الآن فاطمة الزهراء ترتدي حجابا أزرقا لكنها رغم ذلك مازالت محافظة على عباءتها. " أريد للناس أن لا يغرهم اللباس والشكل. فأي شخص يمكنه أن يكون إرهابيا سواء كان يرتدي بذلة أنيقة أو لباسا أفغانيا."

هشام، 18 سنة، والذي حصل مؤخرا على شهادة الباكلوريا شعبة علوم تجريبية، يعيش حياته بصورة طبيعية دون خوف أو قلق من أي شيء فهو لا يتابع نشرات الأخبار ولم يسمع أو يقرأ عن تهديد وشيك ولم يكن على علم أن وزارة الداخلية رفعة درجة التأهب إلى الحد الأقصى. " أنا لست من هواة تتبع الأخبار ولست مهتما بالمرة بما يحدث في المغرب أو في الخارج. لا يهمني ما تقوم به القاعدة أو الولايات المتحدة الأمريكية. أمور السياسة كلها لا تهمني بالمرة فأنا سأغادر البلاد قريبا للدراسة في كندا." يقول هشام بعد أن قام بتخفيض صوت الموسيقى التي يستمع إليها بواسطة السماعات. يصمت للحظة ثم يضيف:"أحسست بأن شيئا ما ليس على ما يرام عندما أصبح رجل الأمن يفتش حقيبتي قبل الدخول إلى المركز الثقافي الفرنسي وعندما أصبح رجل الأمن يطلب مني بطاقتي قبل الدخول إلى المركز اللغوي الأمريكي. عندها علمت أنه تم استهداف المركز الأمريكي في الدار البيضاء وتم تفجير مقهى للانترنت."






2 comments:

Anonymous said...

تبا للإرهاب اللعين الذى لا يعرف مله ولا دين
اثارة الذعر و الخوف وتشوي صورة الدين و تدمير النشاط السياحى لا يمكن ان يصدر سوى من مجموعه من المرضى المعقدين الحاقدين على مجتمعهم الساعين الى خراب بلادهم

Anonymous said...

مقال استقصائي متميز، يوضح درجة عفوية و سطحية الفهم الشعبي للظواهر و الأحداث المحيطة. نحن في أمس الحاجة أن نستمع لنبض الشارع.